غزة | مع مرور أسبوع على بدء المرحلة الأولى من العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، لا تزال محاولات جيش الاحتلال التوغّل في القطاع تواجَه بمقاومة ضارية في محاور القتال كافة، حيث لم يتمكّن العدو من اختراق الخطوط الدفاعية للمقاومة، على الرغم من إفراطه في توظيف القوة النارية من مختلف الوسائط البرية والبحرية والجوية. ويوم أمس، تلقّت قوات الاحتلال في شمال غرب غزة النصيب الأكبر من عمليات الاستهداف، إذ دارت اشتباكات عنيفة في ساعات الفجر الأولى، تلتها هجمة مضادّة استهدف خلالها مقاومو «كتائب القسام» ست دبابات وناقلتَي جند وجرافة بمختلف الأسلحة، والتحموا مع قوة مدرّعة، كما استهدفوا جنوداً تحصّنوا داخل أحد المباني بقذيفة «TBG»، موقعين في صفوف القوة خسائر فادحة، قبل أن يعودوا إلى قواعدهم بسلام تحت غطاء من قذائف «الهاون»، بحسب بيان لـ«القسام».أما في محور جحر الديك، فاستُهدفت دبابة حولها عدد من الجنود بقذيفة من النوع نفسه، ما رجّح وقوع إصابات في صفوفهم، بينما سُجّل استهداف لاحق هناك، طاول مجموعة من الجنود بقذيفة «RPG» مضادّة للأفراد. أيضاً، استهدفت «القسام» قوة راجلة متحصّنة داخل مبنى شمال بيت حانون بقذيفة «TBG»، موقعةً إصابات في صفوفها. وفي شرق حي الزيتون، الذي يطمح جيش العدو بعبوره إلى عزل مدينة غزة وشمالها عن وسطها وجنوبها، دمّر مقاومو «القسام» آليتين بقذيفة «الياسين 105»، وقصفوا تجمّعاً لجنود العدو بقذائف «الهاون»، كما استهدفوا آلية وجرافة في محور جنوب غزة بقذيفتين من طراز «الياسين 105». وأظهرت مشاهد نشرتها «الكتائب» تدمير إحدى الآليات من مسافة صفر بعبوة «العمل الفدائي» وقذيفة «الياسين 105». وفي جنوب حي الزيتون، دارت اشتباكات عنيفة لعدة ساعات، تدخّل الطيران الحربي الإسرائيلي على إثرها بسلسلة غارات جوية في محيط التوغل، وهو عين ما فعله في شرق منطقة الفخاري شرق خانيونس، حيث نفّذ حزاماً نارياً.
وبنتيجة تلك الاشتباكات، أقرّ جيش العدو، أمس، بسقوط 4 قتلى في صفوفه، ليرتفع العدد المعلن من قِبله منذ الثلاثاء الماضي إلى 20 قتيلاً. وبحسب الإعلام العبري، فإن المقاومة نصبت «كميناً شرساً»، استمرت الاشتباكات بعده «لأكثر من ثلاث ساعات»، واستُهدف خلالها «جنود من الكتيبة 13 التابعة للواء جولاني». وفي تعليقه على ذلك، أقرّ رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، بأن «(هناك) الكثير من الخسائر في صفوف قواتنا»، مستدركاً بـ«(أننا) مصمّمون على تحقيق أهداف حربنا»، فيما قال وزير الحرب، بيني غانتس، إن «الصور القادمة من المعركة في قطاع غزة مؤلمة ودموعنا تتساقط عند رؤية جنود (لواء) غفعاتي يسقطون».
على خطّ موازٍ، واصلت المقاومة استهداف مدن الداخل المحتل ومستوطنات «غلاف غزة»، وذلك رداً على مجازر العدو بحقّ أهالي القطاع، والتي أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 9061، بينهم 3760 طفلاً و2326 سيدة، بينما ارتفع عدد المصابين إلى 32000 على الأقل. وارتكب العدو عدة مجازر وحشية خلال أقل من 24 ساعة، من بينها واحدة في محيط مدرسة لـ«الأونروا» في مخيم الشاطئ غرب غزة، وثانية في مدرسة أخرى تابعة للمنظمة نفسها في قلب مخيم جباليا شمال غزة، وثالثة في شارع الهوجة.