يخطّط جيش الاحتلال الإسرائيلي للتوغّل في اتجاه مستشفى «الشفاء» و«المربع الأمني» في مدينة غزة، في وقت يبدو فيه أن «المعركة البرية الحقيقية لم تبدأ بعد»، وفقاً لما يقرّ به المحلّل العسكري لصحيفة «معاريف»، طال ليف – رام، رغم دخول «المناورة البرية» يومها الثاني عشر. ويشير الكاتب إلى أن «مستشفى الشفاء صُنّف في إسرائيل على أنه رمز لمعركة (السيطرة) على مدينة غزة»، مضيفاً أنه «بمعزل عن أن المعركة تُدار وفقاً للخطط، والجيش يتقدّم، ينبغي الحذر من المبالغة في الإنجازات التي تحققت حتى الآن»، وذلك لأن «الإنجازات الميدانية» تحدّدها في الواقع «القدرة على الإيفاء بوعد تحقيق أهداف الحرب الكبيرة، وفي مقدّمتها القضاء على حماس، وإعادة المختطفين».ويَعدّ ليف - رام تحرّك القوات الإسرائيلية منذ عدّة أيام في منطقة شاطئ غزة، وحيَّيْ تل الهوا والشيخ عجلين في جنوب غرب مدينة غزة، دليلاً على نيّة التوغل في اتجاه مستشفى «الشفاء» (المجمع الصحي الأكبر في قطاع غزة) شمال الحيَّيْن، إذ «من المخطّط أن يستهدف الجيش البنى التحتية فوق الأرض وتحتها في طريقه إلى المستشفى» الذي يدّعي الاحتلال أن ثمّة «شبكة أنفاق مركزيّة تديرها حركة حماس تحته»، وهو ما نفته الحركة سابقاً جملةً وتفصيلاً.
ويعتبر المحلّل العسكري أن هذه الأحياء «باتت أخطر الآن (على القوات الإسرائيلية)» لأن القتال فيها سيكون عملياً داخل بيئة مدينة حضرية ذات كثافة سكانية وعمرانية كبيرة، ومن «المتوقّع أن تدور فيها معارك يُبحث فيها عن بنى تحتية (مثل منصات إطلاق صواريخ، مراكز، وغيره) على مدار أيام طويلة في الطريق إلى المستشفى». ويتوقّع أن يصبح القتال «شديداً جداً ضدّ حماس في المناطق (التي تفصل بين تحركاتها حالياً، ومستشفى الشفاء)»، لافتاً إلى أنه «رغم الضربات التي تعرّضت لها الحركة، وشدّة القصف وتوغّل آلاف الجنود، لا توجد أيّ تقديرات لدى الجيش الإسرائيلي بأن حماس تقترب من الاستسلام».
وفي الاتجاه نفسه، يتبنّى المحلّل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، السردية الأمنية الإسرائيلية التي تدّعي أنه «تنتشر تحت مستشفى الشفاء غرف إدارة عمليات كتائب القسام، وأنه يوجد في المربع الأمني عدد كبير من المقرات العسكرية المركزية. وهذه مراكز القوة لحكم حماس في المدينة». ويلفت إلى أن «حماس» تخطّط لاستهداف القوات الإسرائيلية من داخل الأنفاق، لأن هذه هي فكرتها العملانية، وهي تتطلّب أن يتموضع مقاتلوها في مواقع مستقرّة نسبياً»، الأمر الذي «يُلزم الجيش بأن يظلّ في حركة مستمرة».
ويشير إلى مسألة العامل الزمني واحتمال ممارسة ضغوط أميركية لاحقاً كنتيجة لتراكم عوامل واعتبارات عدّة، ما قد يجعل الجيش مدركاً أنه في حاجة إلى تسجيل إنجاز سريع في مدة أقصر من «الشهور الطويلة»، وبالتالي قد «يدفع ضغط أميركي إسرائيل إلى تغيير أسلوب العملية العسكرية وتقليص عديد القوات الميدانية، والانتقال إلى أسلوب ثانٍ». ووفقاً له، إن «حماس لا تكشف عن معلومات حول خسائرها، كما يواجه الجيش الإسرائيلي أيضاً صعوبة في نشر معلومات كاملة حول ذلك، لأن المقاتلين المُستهدفين من حماس دفنوا تحت الأنقاض، أو في الأنفاق». ويرى أنه رغم الضغوط المكثّفة التي يمارسها الجيش الإسرائيلي، «من الصعب حالياً تقييم إنجازات الهجوم، وقد يحتاج ذلك إلى عدّة أيام لتتّضح صورة جزئية عن القتال، وعندها قد يمكن حصر منظومات حماس التي لا تزال تعمل».