القاهرة | عشية توجّهه إلى السعودية للمشاركة في القمتَين «العربية» و«الإسلامية» في الرياض، استبق الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مشاركته تلك بلقاء أمير قطر، تميم بن حمد، في القاهرة، حيث حظي الأخير بحفاوة عكست تفاهمات مصرية - قطرية حول العديد من التفاصيل الخاصة بالوضع في قطاع غزة. والظاهر أن هذه التفاهمات ليست الإمارات بعيدة منها، في ظلّ المناقشات التي جرت بين الأمير القطري والرئيس الإماراتي، محمد بن زايد، في اليوم السابق لوصول الأول إلى القاهرة، والتي تناولت أهمية بلورة موقف موحّد تضغط من خلاله هذه الدول على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بشأن وقف إطلاق النار في القطاع.وناقش الوفد المرافق لتميم، مع المسؤولين المصريين، التصوّرات الخاصة بالهدنة الإنسانية في غزة، وهو ما سيشكّل أيضاً محور محادثات مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، اليوم في الرياض، بالإضافة إلى أخرى مع الملك الأردني عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وبحسب مصادر مطّلعة تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن ما جرى التوافق عليه بين مصر وقطر يتعلّق بـ«تصورات ما بعد إيقاف الحرب من حيث المسؤولية عن قطاع غزة، وضرورة تسليمه لسلطة فلسطينية تستطيع إدارته وفق آليات وضوابط سريعة وفعّالة، تضمن تحقيق التهدئة واستمرارها، وذلك بالتنسيق مع حركة حماس التي أجرى مسؤولوها مناقشات مطوّلة مع مسؤولي الاستخبارات المصرية على مدار يومين».
أبلغت القاهرة، واشنطن، رفضها المحاولات الإسرائيلية لتقسيم قطاع غزة


وبينما تحاط تلك المناقشات بالتكتّم، ويدور الحديث عن عدم أهلية السلطة الفلسطينية الحالية لإدارة القطاع، ويسود الغموض في شأن الخيارات البديلة من ذلك، تأمل القاهرة والدوحة إيجاد صيغة معتدلة عبر التنسيق مع «حماس»، وبدعم من أطراف عربية. ومن بين الأمور التي جرى التشديد عليها أيضاً، «مسألة التعامل مع المساعدات وضرورة عمل معبر رفح بسعة قصوى في الأيام المقبلة عبر زيادة عدد الشاحنات الموجودة على الجانب المصري»، والتي يُرجَّح أن يصل عددها يومياً إلى «مئتي شاحنة في غضون الأسبوع الجاري على أقصى تقدير، إلى جانب المساعدات الطبية التي ستدخل بشكل متزايد بالتنسيق مع الولايات المتحدة»، وفق المصادر.
وبينما عاد التنسيق الاستخباراتي بين مصر وإسرائيل إلى مستويات متقدّمة، أبلغت القاهرة، واشنطن، رفضها المحاولات الإسرائيلية لتقسيم قطاع غزة، منبّهةً إلى أن هذه المحاولات تفاقم من التعقيدات الماثلة أمام إمكانية الوصول إلى هدنة، إلى جانب الأوضاع الإنسانية المزرية للسكان، واستمرار تأخّر دخول المساعدات، وهي أمور تجدّدت الوعود الأميركية بالضغط على تل أبيب من أجل معالجتها.