وفيما لم تتبنّ المقاومة في سوريا، عملية الاستهداف المشار إليها، إلّا أن هذه الأخيرة تمثّل، في حال صحّت الرواية الإسرائيلية، دليلاً على تمكّن الأولى من تطوير إمكاناتها بصورة غير مسبوقة، كونها تعني أن المُسيّرة قطعت مسافة 400 كيلومتر، متجاوزةً أجهزة الرصد الإسرائيلية في الجو والبحر والبر، قبل الوصول إلى عمق المناطق الإسرائيلية في إيلات. وبالتالي، فإن هذا التطوّر الميداني، يُعتبر بمثابة رسالة بالنار من المقاومة، عنوانها قدرتها على تغيير المعادلات.
يَظهر أن الأميركيين والإسرائيليين يتناوبون على قصف مواقع تابعة للقوات الرديفة، في محاولة لِلجم اندفاعة المقاومة
ويتوازى التطوّر المذكور مع تصعيد «المقاومة الإسلامية في العراق» من استهدافها القواعد الأميركية في كلّ من سوريا والعراق، إثر الضربة الأميركية التي استهدفت القوات الرديفة للجيش السوري في دير الزور. وتبنّى ائتلاف الفصائل المقاوِمة، يومَي الخميس والجمعة، في بيان، «استهداف قاعدة عين الأسد في الأنبار مرّتين، وقاعدة حرير في أربيل بطائرتَين مُسيّرتَين مفخَّختَين وصلتا إلى أهدافهما مباشرة»، كما تبنّى استهداف قاعدة «حقل العمر» في ريف دير الزور الشرقي مرتَين، وقاعدة «كونيكو» للغاز في ريف الدير الشمالي، وقاعدة «التنف» عند مثلّث الحدود السورية مع العراق والأردن. وفي هذا الإطار، تؤكد مصادر ميدانية، لـ«الأخبار»، أن «المقاومة تعمّدت التصعيد ضدّ القواعد الأميركية غير الشرعية في سوريا والعراق، للتأكيد أن الضربات الأميركية لن تردعها عن مواصلة استهداف الأميركيين» في هذين البلدَين، مضيفةً أن «الاستهدافات متواصلة وبكثافة طالما أن الحرب الإسرائيلية - الأميركية ضدّ أهالي قطاع غزة متواصلة».
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن «ثلاثة جنود أصيبوا بجروح طفيفة إثر الهجوم الذي استهدف القرية الخضراء في سوريا (حقل العمر)»، مبيّنةً أن «56 جندياً تعرّضوا لإصابات طفيفة أو ارتجاج دماغي في 46 هجوماً في سوريا والعراق».