تتصاعد وتيرة عمليات المقاومة عبر الحدود اللبنانية الفلسطينية دعماً للشعب الفلسطيني في غزة، إذ شهد أمس الجمعة انخراطاً متزايداً للطائرات الهجومية ضدّ مواقع العدو في أكثر من منطقة. وهو أمر عدّته وسائل إعلام صهيونية أنه «يشير إلى وتيرة تصاعدية للعمليات عند الحدود». إلّا أن هذا لم يكن المؤشر الوحيد إلى التصعيد، مع استهداف العدو مواقع للمقاومة في دمشق ودير الزور وحمص في سوريا.وعلى رغم أن العدو كان يحاول منذ بداية عدوانه عقب عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الفائت تفادي ربط ساحات المواجهة بعضها ببعض، كي لا يضطر إلى خوض مواجهة على أكثر من جبهة، فإن اعتداءاته على الساحات كافة، قد تعزّز منطق المقاومة القائل منذ اللحظة الأولى، إن محور المقاومة بساحاته كافة معنيٌّ بهذه المواجهة، لوقف العدوان على غزة وتحقيق انتصار حركة «حماس».
وفي التفاصيل، أعلن حزب الله، أمس، أنه استهدف «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وتأييداً لمقاومته الباسلة الشريفة»، تجمّعاً ‏لجنود العدو قرب موقع العاصي (مقابل ميس الجبل) بالصواريخ الموجّهة. ‏‏كما استهدف ‏تجمعَيْن ‏لقوات الاحتلال، الأول بين حدب البستان وبركة ريشة، والثاني في حرج الضهيرة، ‏بالأسلحة الصاروخية. وكذلك استهدف ‌‌موقع ‌‏راميم ‏بالأسلحة المناسبة. ‏‏وواصل الحزب استهداف مجموعات مشاة العدو، باستهدف إحداها في حرج شتولا بالصواريخ الموجّهة.
وفي تزخيمٍ لاستعمال سلاح المُسيّرات، نفّذ مقاومو الحزب، هجوماً ضدّ قوات ‏الاحتلال بواسطة ثلاث مُسيّرات هجومية، استهدفت الأولى ثكنة يفتاح قديش (قرية ‏قدس اللبنانية المحتلة)، فيما استهدفت الطائرتان الأخريان تجمّعاً مستحدثاً في شرق مستوطنة ‏حتسودت يوشع (قرية النبي يوشع اللبنانية المحتلة). وقد أكّد الحزب أنه حقّق في جميع عملياته إصابات مباشرة.
وكان إعلام العدو قد تحدّث طيلة يوم أمس عن تخوّف من تسلل طائرات مُسيّرة من لبنان إلى الجليل الغربي. فيما طلبت سلطات الاحتلال من المستوطنين في إصبع الجليل البقاء في الملاجئ، بعد إعلان المتحدّث باسم جيش العدو عن اختراق 3 طائرات بدون طيّار أجواء الجليل الأعلى قادمة من لبنان. وقالت وسائل إعلام عبرية لاحقاً إن اثنتين منها أصابتا أهدافاً غير معلنة في الجليل.
وربطاً بالتطورات على الجبهة الشمالية، قالت وسائل إعلام عبرية إن 3 إصابات نُقلت إلى مستشفى «رمبام» في حيفا، إذ أُدخلت اثنتان منها إلى غرفة العمليات بحالة خطيرة، بعد إطلاق صواريخ وقذائف من لبنان تجاه مواقع عسكرية في الشمال. واعترف المتحدث باسم جيش العدو بإصابة 4 جنود بجروح خطيرة وإصابة خامس بجروح متوسطة، جرّاء إطلاق حزب الله طائرةً مُسيّرة وصاروخاً مضاداً للدروع عصر أمس. ولاحقاً، تحدّثت وسائل إعلام عبرية عن تسجيل إصابة جرّاء إطلاق حزب الله صاروخاً مضاداً للدروع نحو مستوطنة مرغليوت.
ونقل الإعلام العبري عن «مركز الجليل الطبي» في شمال فلسطين المحتلة أنه استقبل في الفترة الفائتة أكثر من 350 جريحاً من المستوطنين والجنود، حالات بعضهم خطيرة، بالتنسيق مع القيادة الشمالية في جيش العدو.
وفيما كان العدو يتحدث عن أن الطائرة بدون طيّار التي ضربت «إيلات» الخميس، أُطلقت من سوريا، سُجّلت عدة غارات إسرائيلية على مواقع للمقاومة والجيش السوري في دمشق ودير الزور وحمص، أوقعت نحو أربعة جرحى، في حين أعلنت المقاومة استشهاد سبعة من مقاوميها، هم: علي خليل العلي، محمد علي عباس عساف، عبد اللطيف حسن سويدان، محمد قاسم طليس، جواد مهدي هاشم، جعفر علي سرحان وقاسم محمد عواضة.