وفي السياق نفسه، يؤكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، حسين العامري، لـ«الأخبار»، أن «القوات الأمنية العراقية قادرة على فرض الأمن والإمساك بالحدود مع الدول المجاورة»، مشيراً إلى أن «العراق لديه أجهزة أمنية متنوّعة تتوفّر لديها إمكانات متطوّرة». ويلفت إلى أن «عصابات داعش انتهت بفضل قواتنا الأمنية والحشد الشعبي؛ وبالتالي، من المستحيل عودة تلك العصابات بسبب وجود تنسيق أمني عالٍ في جميع محافظات البلاد، ولا سيما تلك التي كانت تتواجد فيها العصابات الإجرامية». وبشأن تواجد قوات «التحالف الدولي»، يرى أنه «لا حاجة إليها، وهذا ما أكده رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة سابقاً، كونها مكلِفة على العراق مادياً»، مؤكداً أن «البرلمان، بالتنسيق مع الحكومة، يسعى إلى وضع جدول زمني لخروج قوات التحالف».
السوداني أكّد للسفيرة الأميركية أنه يُجري بشكل مستمرّ محادثات مع قادة الفصائل بشأن الهجمات
ويتفق عضو حركة «الصادقون» النيابية، الجناح السياسي لـ«حركة عصائب أهل الحق»، حسن سالم، مع العامري، على أن «العراق ليس بحاجة إلى قوات التحالف الدولي. وفضلاً عن ذلك، تشكّل القوات الأميركية خطراً كبيراً على الأمن العراقي». ويرى سالم، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «الاحتلال الأميركي يتذرّع دائماً بوجود عناصر داعش والإرهاب، لكن في الحقيقة هذه حجّة للبقاء لتنفيذ مخطّطات أخرى. ولا نستبعد دعم إسرائيل من داخل العراق». ويدعو جميع القوى السياسية والحركات الشعبية إلى «توحيد موقفها لإنهاء وجود التحالف الدولي، بسبب انتفاء الحاجة إليه، حيث لم يعد بقاؤه في مصلحة العراق أبداً»، لافتاً إلى «أننا طالبنا الحكومة السابقة بذلك لكنها لم تستجب. وحالياً نطالب السوداني بإيجاد الطرق المناسبة لإنهاء الملفّ بالسرعة الممكنة». ويشير إلى أن «الولايات المتحدة داعمة لإسرائيل ضد فلسطين وشعبها»، معتبراً أنه «علينا جميعاً كمسلمين ومقاومة أن نتوحّد لطرد المحتلّ الأجنبي من بلادنا، كونه الشرّ المطلق علينا»، كاشفاً «أننا نسعى داخل البرلمان إلى جمع تواقيع في الفصل التشريعي الجديد لعقد جلسات تتعلّق بوجود التحالف الدولي، كما عملنا سابقاً وأصدرنا قراراً يقضي بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، لكن بقي من دون تنفيذ».
من جانبه، يرى الخبير الأمني، صفاء الأعسم، أن «الغاية من وجود التحالف الدولي كانت صدّ الهجوم الخارجي على العراق، والذي يتمثّل في وجود الإرهاب وداعش، لكن في الوقت الحالي تقريباً انتفت الحاجة وانتهت المهمة المنوطة بقوات التحالف». ويعتقد أن «هناك جهات تعمل على أن يستمرّ الإرهاب داخل العراق، لغرض بقاء قوات التحالف أو القوات الأميركية»، معتبراً أن «هذا سبّب حرجاً كبيراً لرئيس الوزراء، خاصة بعد قصف فصائل المقاومة التي من المفترض أن تمتثل لأوامره». ويرى أن «قوات التحالف من الصعب خروجها في الوقت الحالي، لأن بقاءها مشروط بعدّة اتفاقيات. والحكومة الحالية لا تريد أن تفقد التوازن مع أيّ طرف، خاصة أن المنظومة العسكرية العراقية تحتاج إلى تسليح، وهي تعمل وفق العقيدة الغربية من ناحية التسليح، بعدما كانت سابقاً تتسلّح من روسيا».
أما الخبير الأمني، أحمد الشريفي، فيقول إن «هناك نوايا لإخراج قوات التحالف والقوات الأميركية، لكن هل تكفي النوايا لتوفير مستلزمات إدارة الصراع مع الولايات المتحدة؟ بالتأكيد كلا، لأنه لا البعد السياسي ولا الدبلوماسي ولا العسكري، كل ذلك يعطي مرونة للعراق في هذا الملف». ويشير إلى أن «هناك هيمنة أميركية على مؤسّسات الدولة، ولدى الولايات المتحدة غطاء بموجب الدستور بوصفها حليفاً إستراتيجياً»، مذكّراً بأن «واحداً من مرتكزات منح المباركة الدولية لحكومة السوداني، هوة أن يكون برنامجها الأساسي تفعيلاً لاتفاقيتَي الإطار الإستراتيجي والتعاون الأمني مع الولايات المتحدة».