أصدرت حملات مقاطعة عربيّة، وجمعيّات وتنسيقيّات معاديةٍ للتطبيعِ مع العدوِّ الإسرائيلي، من بينها «الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني»، و«الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني»، و«تجمع اتحرك لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع»، و«الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل»، و«الحملة الشعبية المصرية لدعم المقاومة»، و«الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومجابهة التطبيع»، و«حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان»، و«الحملة الوطنية الأردنية لإسقاط اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني» بياناً يعلنُ عن مبادئها الموحّدة، وعن انطلاقِة ورشةِ عملٍ مفتوحةٍ لصياغةِ مشروعٍ موحّدٍ لمواجهةِ المشروعِ الصَّهيونيّ والتّطبيعِ. وجاء في البيان: «ها هو العدوانُ الإسرائيليُّ الهمجيُّ على غزّة يدخلُ أسبوعَه الثامنَ بعد عملية طوفانِ الأقصى التّاريخيّة، وغزّةُ لا تزال عصيّةً على الاحتلال. غزّةُ، هذا الجزءُ العزيزُ من أرضِ فلسطينَ الحبيبةِ، تُقيم علينا الحجّة بدماءِ أهلِها وبطولاتِ مقاوميها، وصرخاتِ أطفالهِا في وجهِ النّفاقِ العالميِّ، والتّطبيعِ العربيِّ، وصمتِ السلطات العربيّة المريب.
(لطوف ـ البرازيل)

غزّةُ أسقَطت بالضّربةِ القاضيةِ وهمَ حلّ الدولتين، وفضحت عُقم مساراتِ المفاوضات، وهشَاشةَ اتفاقيّاتِ التّطبيعِ، وأَعادت إبرازَ قضيّةِ فلسطين قضيّةً مركزيّةً عربيّةً، وقضيّةً محقّةً لدى كلِّ أحرارِ العالم، وهي اليومَ عينُ الفعلِ والكلام.
في حضرةِ هذا الوجَعِ الحميم، نستَلهمُ من غزّة، من صمودها ومقاومتِها، بعضاً من قوّة، لنتلوَ عليكُم باسم غزّة، وفلسطين، ما تيَسّر من سورةِ الأملِ التي لنا.
نحنُ المجتمعونَ اليوم، من حملاتِ مقاطعةٍ عربيّةٍ، وجمعيّاتٍ وتنسيقيّاتٍ معاديةٍ للتطبيعِ مع العدوِّ الإسرائيليِّ، وفي مواجهة مشروعه الاستعماريّ الاستيطانيّ، نعلنُ لكم من بيروتَ المقاومِة، في الذّكرى الثّانيةِ لغيابِ رفيقِنا وحبيبِنا سماح إدريس، المبادئَ العامّة التاليةَ التي نهتدي بها في مسيرةِ نضالِنا الطّويل، على طريقِ القدس.

أولاً: فلسطين
فلسطينُ لنا، من النّهر إلى البحر، لا نفرّط بحبّةٍ من ترابها، ولا بزيتونةٍ من زيتونِها، ولا بفوحِ ليمونها ولا بخضرَة الزّعتر، ولا نقبل أن يقوم على أي جزء منها مشروع استعماريّ استيطانيّ. هذا هو جوهرُ نضالِنا وأسُّ مبادِئِنا، ومبتدأُ قناعاتِنا، والخَبر.

ثانياً: القانون الدولي
نشتَقّ حقوقَنا من جوهر مصالحنا وعدالة توجّهنا ورفضنا للظلم والعنصريّة والاستعمار بكل أشكالها، لا مما يسمّى «القانونِ الدّولي»، إذ إن الشّرعيّةِ الدّوليّةِ ليست سوى ترجمةٍ لموازينِ القوى والمصالحِ بين القوى الاستعماريّة الكبرى، وتطبّق بانتقائية لتعزيز هيمنتها. ونحن عندما نشير إلى مواد ومبادئ في القانونِ الدوليّ، إنما نفعل ذلك لتبيانِ ازدواجيّة المعاييرِ والتّطبيق، وفضحِ محاباةِ الصّهيونيّة وكيانِها، ودعمِ القوى الكبرى لها كقاعدةٍ غربيّةٍ في قلب منطقتنا.

ثالثاً: اتفاقيات السلام
لا نعترفُ بشرعيّة الكيانِ الإسرائيليِّ وننظرُ إليهِ بوصفِه كياناً استعماريّاً استيطانيّاً غربيّاً في بلادنا، كما لا نعترفُ بأيّ اتفاقيّةٍ عربيّةٍ أو فلسطينية مع هذا الكيان، ولا بمفاعيلها وإفرازاتها السياسيّةِ والأمنيّةِ والاقتصاديّةِ والثّقافيّةِ والديبلوماسيّةِ، وندين كل السلطات العربيّة التي وقّعتها، وتلك التي تسير في ركاب التطبيع، ويشملُ ذلك السّلطةَ الفلسطينيّة نفسَها بإداراتِها وأجهزتِها ومسؤوليها، باعتبارها إفرازاً من إفرازاتِ اتفاقيّة أوسلو، وتابعاً من توابعها، وجزءاً مركزيّاً من تطبيعِ الاستعمارِ ومتحدّثاً باسم المستعمِرين ونائباً «حصريّاً» عنهم.
نضالُنا في حركاتِ المقاطعةِ ليس بديلاً من المقاومةِ المسلّحةِ


رابعاً: التطبيع
نرفضُ كلّ شكلٍ من أشكالِ التّطبيعِ مع الكيانِ الإسرائيليّ، ونضغطُ لإلغاءِ كلّ اتفاقيّةٍ مع العدوّ، كما نسعى لسنّ قوانينَ تجرّمُ التّطبيعَ في كلّ بلدٍ عربي، مثلما نسعى إلى التحوّل الفعّال لمواجهة المشروع الاستعماريّ الاستيطاني الصهيونيّ باعتباره تهديداً لمنطقتنا وشعوبنا والعالم بأسره. والتّطبيعُ حسبما نرى:
هو المشاركةُ في أيّ نشاطٍ يَجمعُ بين عربٍ وإسرائيليين ما دامت «إسرائيلُ» قائمةً، وهو قبل ذلك كلُّ فعلٍ يسبغُ الشرعيّة على المشروع الاستعماريّ الاستيطانيّ الصهيونيّ، ويجمّلُ من صورتِه، ويرسّخُ هيمنتَه، ويروّجُ روايَته، ويخفّضُ مستوى الصّراعِ التّناحريّ معه. غير أنّه يُستثنى من الإسرائيليين أصحابُ الأرضِ الأصليّون، أي فلسطينيّو المناطق المحتلَّة عام 1948، شرطَ عدمِ ترويجهِم للتطبيعِ مع العدوّ.

خامساً: المقاومة المسلّحة والمقاطعة
نضالُنا في حركاتِ المقاطعةِ ليس بديلاً من المقاومةِ المسلّحةِ والمواجهة العسكريّة للعدوّ، فالشعوبُ، إجمالاً، لا تنتصرُ على جلّادها بأسلوبٍ واحدٍ من المواجهة والمقاومة، بل بتضافرِ أشكالٍ متعدّدةٍ منها. وعادةً ما تكون المقاومةُ المسلّحة، في مقدّمة النضال، وفي مركزه. أمّا المقاطعةُ ومواجهة التطبيع فأوسعُ جمهوراً، وتتيح لفئاتِ الشعبِ كافّةً المشاركةَ في العملِ المقاوم.
على ضوءِ هذه المبادئِ، نعلنُ عن انطلاقِة ورشةِ عملٍ مفتوحةٍ لصياغةِ مشروعٍ موحّدٍ لمواجهةِ المشروعِ الصَّهيونيّ والتّطبيعِ، ونبقي البابَ مفتوحاً لانضمامِ أيّةِ جهةٍ عربيّةٍ أو عالميّةٍ توافقُ على المبادئ الواردة أعلاه».