القاهرة | تنطلق يوم غدٍ الجمعة، الانتخابات الرئاسية المصرية في السفارات والقنصليات، والتي تستمرّ لثلاثة أيام، تنتهي الأحد المقبل، فيما بدأت فترة الصمت عن الدعاية الانتخابية خارج مصر، أمس، على أن تتواصل طوال أيام الاقتراع، وسط توقّعات بنسب إقبال ضعيفة، في المنافسة المحسومة سلفاً لمصلحة الرئيس عبد الفتاح السيسي. على أن الصمت الانتخابي الراهن، يقتصر فقط على خارج البلاد، إذ يسمح للمرشّحين بمواصلة حملات الدعاية داخل البلاد، حتى قبل يومين من بدء التصويت، وفق الموعد الزمني الذي حدّدته «الهيئة الوطنية للانتخابات»، والتي أكّد مدير جهازها التنفيذي، المستشار أحمد بنداري، التنسيق مع حملات المرشحين كافة، للالتزام بالصمت الانتخابي في الخارج، لعدم التأثير على الناخبين، وتمكين هؤلاء من اختيار المرشّح المناسب لهم، لافتاً إلى التزام هيئته بإجراءات التصدّي لأيّ خروقات محتملة للصمت الانتخابي، والتي قد تصل عقوبتها بعد عرضها على المحكمة المختصة والبتّ فيها، إلى شطب الترشيح. وفيما تُعَدّ الانتخابات الرئاسية لهذا العام، هي الرابعة التي يشارك فيها المصريون المغتربون، بعد الحكم القضائي الصادر بأحقيتهم في المشاركة، في أعقاب «ثورة 25 يناير»، يُتوقّع أن يشهد هذا الاستحقاق نسبة تصويت هي الأدنى، ولا سيما بسبب معوقات لوجستية لم تُحَلّ، وفي مقدّمها عدم السماح بالتصويت بالبريد، أو التصويت الإلكتروني، علماً أن القنصليات موجودة في مواقع محدودة مقارنة باتّساع رقعة وجود المصريين حول العالم. كذلك، لا توجد قاعدة بيانات للناخبين خارج مصر، وفق بنداري، الذي أشار إلى أن تحديد مقرّات الاقتراع، جاء بناءً على تحديد كثافة تجمّعات المصريين في الخارج، في حين يحقّ لكلّ مصري مقيم في الخارج الإدلاء بصوته إذا كان مسجّلاً في قاعدة بيانات الناخبين، ويحمل بطاقة «رقم قومي» أو جواز سفر ساري الصلاحية يحوي «الرقم القومي».
من غير المتوقّع مشاركة أبناء الجالية المصرية بكثافة في الانتخابات، خاصة في دول الخليج


وفي إطار استعدادها لبدء تصويت المغتربين، شكّلت «الهيئة الوطنية للانتخابات» لجنة عامة في مقرّها في القاهرة للإشراف على اللجان الفرعية في الخارج، والتي يرأسها أعضاء من السلك الدبلوماسي والقنصلي الخارجي. وفي موازاة ذلك، قامت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج، سها الجندي، بجولة خارجية زارت خلالها عدداً من دول الخليج، بالإضافة إلى إيطاليا، فضلاً عن مشاركتها في لقاءات افتراضية مع أعضاء الجاليات المصرية في الخارج عبر الفيديو، والتي أظهرت بشكل واضح صور السيسي في خلفية الأفراد الذين اختارتهم للمشاركة في اللقاءات. كما تابعت الجندي تفاصيل المؤتمرات التي نُظّمت لدعم السيسي في السعودية بشكل خاص خلال الأيام الماضية، ما يعكس خروجاً عن الحياد المفترض للوزيرة المصرية. إلّا أنه من غير المتوقّع مشاركة أبناء الجالية المصرية بكثافة في الانتخابات، خاصة في دول الخليج، على الرغم من تواجد نحو نصف المصريين المغتربين في هذه البلدان.
وتأمل الدولة في حشد عدد كبير من المغتربين للتصويت، بعدما عملت على توفير عدّة وسائل لتجميع أعداد كبيرة والتوجّه إلى صناديق الاقتراع لالتقاط صور وفيديوهات عن الاقتراع والمشاركة الكبيرة في الاستحقاق الذي تنظر الدولة إليه باهتمام كبير، في حين غاب فيه أي حضور لممثّلي المرشّحين المنافسين للسيسي، في انتخابات المغتربين. وقالت الحملة الرسمية للسيسي، إنها حرصت، منذ انطلاقها، على الاستماع للمصريين في الخارج لمعرفة مقترحاتهم ورؤاهم، مشيرةً إلى أنها التقت مع الجاليات المصرية في 60 دولة حول العالم، وذلك خلال أكثر من 40 لقاء افتراضياً. وفي المقابل، دعا المرشّح، فريد زهران، في مقطع فيديو بثّه إلى المصريين في الخارج إلى التصويت بكثافة، متعهّداً بتحسين أوضاع المغتربين، ولافتاً إلى ضرورة عودة هؤلاء من أصحاب الرأي المعارض، إلى مصر، حيث سيوفّر لهم «الأمن والأمان»، بالإضافة إلى المسجونين على ذمّة «قضايا رأي»، والذين تعهّد أيضاً بالعمل على الإفراج عنهم.