مع انتقال المفاوضات السياسية مؤقّتاً إلى دبي، أمس، حيث انعقدت قمة «كوب 28» حول المناخ، التي استضاف خلالها الرئيس محمد بن زايد نظيره الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، على رغم استئناف المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، كان واضحاً أن الغرض هو تمرير ما تريد إسرائيل والولايات المتحدة أن تؤول إليه الأوضاع في قطاع غزة، مما فشلت الأولى في تحقيقه في القتال.وبرزت، خلال القمة، طروحات من نوع إقامة «منطقة عازلة» يخطط لها العدو داخل أراضي قطاع غزة. وفي هذا السياق، ذكرت وكالة «رويترز» أن «إسرائيل نقلت الخطة إلى مصر والأردن والإمارات والسعودية».
وعلى هامش القمة، أكّد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنه بحث مع وزراء خارجية قطر والإمارات ومصر والأردن والبحرين، بالإضافة إلى ممثلين للسلطة الفلسطينية، كيفية إحلال «سلام دائم وآمن» في غزة. وفي ما بدا ضوءاً أخضر لإسرائيل للإيغال في الدم الفلسطيني، اعتبر بلينكن أن «الهدنة انتهت لأن حماس تراجعت عن التزاماتها»، كما برّر العدوان حين قال: «إننا رأينا إسرائيل تتخذ خطوات لإبلاغ المدنيين في غزة بالمناطق الآمنة وكيف يمكنهم الابتعاد عن الأذى»، على رغم مقتل وجرح نحو 800 فلسطيني في قصف أمس وحده.
وبدا الموقف الفرنسي، متمايزاً عن الأميركي، إذ اعتبرت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، أن استئناف الهدنة أمر «ضروري»، وأن «انتهاءها خبر سيّئ للغاية ويعقّد تسوية كلّ المسائل المطروحة». وحذّرت طهران التي انسحب وفدها من قمة دبي احتجاجاً على الحضور الإسرائيلي، بدورها، من عواقب وخيمة لاستئناف القتال. وكتب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، على منصة «أكس»، أن «استمرار الحرب يعني إبادة جماعية جديدة في غزة والضفة الغربية». كذلك، وفي تصريح لافت، اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن إسرائيل «في وضع هشّ للغاية»، مؤكداً أن «روسيا لا توافق على جواز استخدام كلّ الوسائل ضد غزة».