الحسكة | عاودت فصائل المقاومة في سوريا والعراق، التصعيد ضد القواعد الأميركية في البلدين، بعد انخفاض محدود في وتيرة الاستهداف شهده أسبوع الهدنة في قطاع غزة، لتعود التوقّعات بمزيد من التصعيد، خصوصاً عقب الضربة الجوية الأميركية التي طاولت فصيلاً تابعاً لـ«الحشد الشعبي» في العراق. واستهدفت الفصائل قواعد «خراب الجير» و«كونيكو» و«العمر» في سوريا، وقاعدة «عين الأسد» في العراق، أربع مرات خلال أربع وعشرين ساعة، لتُضاف تلك إلى أربعة استهدافات أخرى طاولت «العمر» و«الشدادي» و«عين الأسد» ومطار أربيل، منذ انتهاء الهدنة في غزة. وجاء تصعيد المقاومة الأخير بعد أن اعتدت طائرات حربية أميركية على مجموعة من «اللواء 12» التابع لـ«حركة النجباء» العراقية، في قضاء الدبس بالقرب من كركوك في العراق، ما أدى إلى استشهاد خمسة من عناصرها. وأقرّت وزارة الدفاع الأميركية بمسؤوليتها عن الاستهداف، مؤكّدة على لسان مسؤول فيها، أن «الولايات المتحدة نفّذت ضربة جوية في العراق دفاعاً عن النفس»، مبينةً أن «الاستهداف وقع ضد أشخاص كانوا يستعدون لتنفيذ هجوم بطائرة مُسيّرة ضد القواعد الأميركية في العراق». ومن جهتها، أصدرت «المقاومة الإسلامية في العراق»، بياناً رسمياً قالت فيه: «بمزيد من الفخر والاعتزاز، نزفّ كوكبة من خمسة شهداء ارتقوا في معركة الحقّ ضد الباطل المتجسّد بقوات الاحتلال الأميركي»، متوعّدةً «القوات المحتلة بالمزيد من الضربات الموجعة حتى إخراجها مذلولة في أرض المقدّسات».
ويُعدّ هذا، العدوان الثالث للقوات الأميركية على فصائل تابعة لـ«الحشد الشعبي» في العراق، منذ بدء الحرب على غزة، إلى جانب ثلاثة استهدافات أخرى طاولت المقاومة الشعبية في محافظة دير الزور السورية. ويُرجّح أن تشهد القواعد الأميركية في سوريا والعراق، المزيد من الهجمات خلال الأيام القادمة، وذلك في إطار الردّ الانتقامي للفصائل على الاعتداء الأميركي الأخير في كركوك. وبالفعل، ظهرت بوادر هذا التصعيد من خلال استهداف قاعدتَي «العمر» و«كونيكو» في سوريا و«عين الأسد» في العراق، بعد وقت قصير من تنفيذ الاعتداء، وسط توعّد المقاومة بمزيد من الضربات والهجمات.
استقبل مطار «خراب الجير» في منطقة رميلان، ثلاث دفعات من الأسلحة والمعدات، سيتم نقلها براً في اتجاه القواعد الأميركية في كل من الحسكة ودير الزور


وهنا، تؤكد مصادر ميدانية أن «الاعتداءات الأميركية ضد فصائل المقاومة متوقّعة، وهي لن تثني المقاومين عن مؤازرة إخوتهم المظلومين في غزة»، مضيفةً أن «المساندة المفتوحة من قبل الأميركيين للكيان الصهيوني في تنفيذ جرائمه بحقّ أهالي قطاع غزة لن تمر من دون عقاب، لحين وقف هذه المجزرة الوحشية المفتوحة هناك». كما تؤكد المصادر، في حديث إلى «الأخبار»، أن «كل الاعتداءات الأميركية الستة في سوريا والعراق منذ بدء تصعيد المقاومة ضدهم لم تؤثر مطلقاً على أدوات ووتيرة الاستهدافات»، متابعةً أن «الهجمات ضد الأميركيين ستتواصل حتماً، وستكون بوتيرة أكبر مع كل عدوان جديد على فصائل المقاومة سواء في سوريا أو العراق». وتوقّعت أن «تعتبر المقاومة حتى التحركات الأميركية على الأرض هدفاً لها، وذلك بعد ارتقاء ثلة من الشهداء في الاعتداءات الأميركية الأخيرة»، مرجّحةً أيضاً «تطوير المقاومة أدواتها المستخدمة في الهجمات بشكل يضمن إلحاق أكبر الخسائر الممكنة في صفوف جنود الاحتلال وقواعده».
في المقابل، واصلت الولايات المتحدة تحصين قواعدها في كل من سوريا والعراق، وذلك بهدف تعزيز الإجراءات الدفاعية داخل هذه القواعد ومحيطها، بمواجهة أيّ هجمات جديدة من المقاومة ضدها، بالتزامن مع مواصلة تنفيذ مناورات دفاعية داخلها. ووصلت إلى تلك القواعد دفعات جديدة من الأسلحة والمعدات المنقولة جواً من كردستان العراق في اتجاه سوريا، منذ مطلع الشهر الجاري. وفي السياق، أكّدت مصادر مطّلعة، لـ«الأخبار»، أن «مطار خراب الجير في منطقة رميلان، استقبل ثلاث دفعات من الأسلحة والمعدات خلال أقل من أسبوع»، مبيّنة أن «هذه الدفعات سيتم نقلها براً باتجاه القواعد الأميركية في كل من الحسكة ودير الزور». وأوضحت المصادر أن «قواعد الاحتلال الأميركي في سوريا لا تزال تشهد استنفاراً مفتوحاً، يتضمّن تنفيذ مناورات عسكرية مفاجئة، محاكاةً لهجمات جوية وبرية متوقّعة ضدها»، مستدركة بأن «حالة من الرعب والهلع يعيشها الجنود الأميركيون، الذين أصيب العديد منهم بحالات إغماء وفقدان للوعي، إثر الصدمة النفسية التي يعيشونها بعد كل استهداف». وإذ كشفت المصادر أن «الأميركيين بدأوا بتجنيد شبكات محلية داخل مناطق تواجدهم في أرياف دير الزور والحسكة، لتعقّب أي نشاط مشبوه ضدهم»، فهي اعتبرت أن «هكذا إجراء يدل على قدرة المقاومة على اختراق الأميركيين حتى داخل مناطق انتشارهم، وعلى تنفيذ استهدافات من محيط القواعد أو من مسافات ليست ببعيدة عنها ضمن مناطق سيطرة "قسد" التي يتواجد فيها الاحتلال الأميركي بصورة غير شرعية».