بغداد | توعّدت فصائل المقاومة العراقية، أمس، بالانتقام من الضربة الأميركية التي أسفرت، أول من أمس، عن استشهاد 5 من أعضاء «حركة النجباء» حينما استهدفتهم طائرة مسيّرة بالقرب من كركوك، فيما سُجّل صمت سياسي عراقي إزاء الاعتداء، ليس على مستوى الحكومة وحدها، وإنّما القوى السياسية أيضاً التي كانت قد اختلفت بشأن القصف الذي تشنّه الفصائل على القواعد الأميركية في سوريا والعراق. ونقلت قناة «الحرة» عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تأكيده أن القوات الأميركية نفّذت، أول من أمس، «ضربة جوية قرب كركوك، استهدفت خمسة مسلحين كانوا يتهيّأون لمهاجمتها»، وأن «الضربة أتت دفاعاً عن النفس، ومنعاً لشن المجموعة المستهدفة هجومها على القوات الأميركية». وأواخر تشرين الثاني الماضي، قصفت القوات الأميركية قافلتين تابعتين لـ«الحشد الشعبي» في منطقتَي أبو غريب وجرف الصخر، وذلك رداً على هجمات صاروخية شنّتها المقاومة عليها في العراق وسوريا، ما أدى إلى سقوط عدد من أفراد القافلتين.وفي ظل صمت حكومي وسياسي عراقي إزاء ضربة الأحد، توعّدت فصائل المقاومة بردّ عسكري على ما قامت به القوات الأميركية، مؤكدةً أن هجمات واشنطن ضد عناصرها «لن تمرّ مرور الكرام»، ومحمّلةً في الوقت نفسه الحكومة المسؤولية الكاملة إزاء اختراق السيادة وعدم احترام القانون. ونعى الأمين العام لـ«حركة النجباء»، أكرم الكعبي، في بيان، الشهداء الذين سقطوا في محافظة كركوك، متوعّداً بأن أميركا «ستدفع ثمناً باهظاً لجريمتها»، فيما لمّحت منصات إلكترونية لها صلة بفصائل المقاومة إلى أن قواعد الاشتباك مع الولايات المتحدة ستأخذ أبعاداً أكثر دموية.
«كتائب حزب الله»: طرق المواجهة حتماً ستتغيّر وسيكون للفصائل موقف لدحر الاحتلال


وتعليقاً على الاستهداف الأميركي الجديد، يقول المتحدث باسم «حركة النجباء»، نصر الشمري، لـ«الأخبار»، إن «الانتصار على قوات الاحتلال الأميركي ورحيلها عن العراق، سيُكتب بدماء الشهداء. ووقوف المجاهدين واستشهادهم هو لمواساة قطاع غزة ومحور المقاومة فيها الذي يواجه الاحتلال». ويرى أنه «يفترض بالحكومة الإسراع في قضية إخراج قوات الاحتلال الأميركي، احتراماً لأمهات الشهداء الثكالى، وللمصلحة الوطنية»، معتبراً أن «دماء الشهداء هي الجذوة لاختراق قواعد الاحتلال وحرقها بسلاح المقاومة الإسلامية في العراق». ويضيف المتحدث أن "المقاومة لها كلمتها ومواقفها في وجه الاحتلال، والتصعيد وارد ضد المحتل، وهناك تنسيق بين جميع فصائل المقاومة للاستعداد والمواجهة".
من جانبه، يؤكد عضو مجلس التعبئة الثقافية في «كتائب حزب الله»، مصطفى المالكي، أن «فصائل المقاومة الإسلامية قالت كلمتها، وكلمتها هي مقارعة الاحتلال بالفعاليات العسكرية»، مضيفاً أن «كل المقاومين هم مشاريع شهداء حتى يخرج آخر عسكري جندي أميركي من هذه الأرض». ويتابع المالكي، في تصريح إلى «الأخبار»، أنه «ما دامت المقاومة المتمثلة بالفصائل والحشد الشعبي موجودة، فلن يبقى هذا المحتل. وقرار مجلس النواب لا بد من أن ينفّذ اليوم قبل غد»، جازماً أن «المقاومة مستعدة لكل الخيارات، وإراقة هذه الدماء الطاهرة لن تثنينا عما نحن عليه وسنقوم بتحرير هذه الأرض». كما يؤكد المالكي أن «طرق المواجهة حتماً ستتغيّر، وخاصة بعد سقوط الشهداء، وسيكون للفصائل موقف لدحر الاحتلال وإذاقته المرّ وبثّ الرعب فيه، وهذا طريق المقاومة حتى تحرير القدس ودحر المحتل وإخراجه من أراضينا».
في السياق نفسه، يرى الكاتب والمحلل السياسي، عائد الهلالي، أن «تكرار هذه الاستهدافات الأميركية للفصائل يأتي رداً على الانكسارات الكبيرة التي تعرّضت لها الولايات المتحدة وإسرائيل في فلسطين وجنوب لبنان». ويعتقد أن «المقاومة أيضاً مطالبة بتفعيل دورها بشكل كبير جداً لإخراج المحتل الأميركي من العراق، والوقوف بوجه كل الاعتداءات التي تحاول النيل من الفصائل»، لافتاً إلى أن «هناك مؤشرات واضحة إلى نية المقاومة استحداث وسائل تكتيك جديدة بشأن الهجمات ضد الأميركيين». ويرى أن «وضع المقاومة قد يكون مختلفاً عن السابق، لأن هناك تحركات مدروسة وضربات دقيقة ومباشرة، وهذا ما سيعزّز فكرة استخدام قواعد اشتباك جديدة، ومنها توجيه ضربات بصواريخ ضد المنشآت الأميركية».