وفقاً لمعطيات نشرتها سلطة الإسكان والهجرة الإسرائيلية، يتبيّن أن 370 ألف إسرائيلي، منذ بدء معركة «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول، غادروا إسرائيل ولم يعودوا. ومن بين هؤلاء، 230,309 حتى بداية تشرين الثاني، و139,839 منذ بداية الأخير وحتى مطلع الشهر الحالي. وفي المقابل، عاد إلى إسرائيل 301,982 في تشرين الأول، و194,016 في الشهر الماضي، أي ما يقرب عملياً من نصف مليون. وفيما يبدو للوهلة الأولى أنّ عدد العائدين أكبر من عدد المغادرين، فإن غالبية الأوّلين، في الحقيقة، هم سيّاح إسرائيليون كانوا في الخارج يقضون عطلة الأعياد. والجدير ذكره، هنا، أنه في أيلول الماضي، وفي الأسبوع الأول من تشرين الأول، وكما في فترات الأعياد المعهودة، سافر حوالى مليون إسرائيلي، وعاد جزء منهم في مدّة الأعياد نفسها، فيما بقي حتى اندلاع الحرب 600 ألف في الخارج.وبحسب موقع «زمان يسرائيل»، ففي حال إضافة عدد الإسرائيليين الذين سافروا إلى الخارج خلال الأعياد، وبقوا حتى السابع من أكتوبر (600 ألف)، إلى عدد الإسرائيليين الذين غادروا منذ اندلاع الحرب (370 ألفاً، إضافة إلى 970 ألف سائح)، وإنقاص عدد الإسرائيليين الذين عادوا إلى إسرائيل أثناء المعركة (حوالى نصف مليون)، ستكون النتيجة أنّ عدد الإسرائيليين الذين غادروا ولم يعودوا هو أكثر بـ470 ألفاً من عدد العائدين. وما تَقدّم يعني، وفقاً للموقع، أن هناك هجرة سلبية لما يقرب من نصف مليون إسرائيلي (لا يتضمّن ذلك، العمّال الأجانب، واللاجئين، والديبلوماسيّين الذين غادروا إسرائيل). كما أنه حتى الآن، لا يُعرف كم من المغادرين الذين لم يعودوا منذ مدة الأعياد، هاجروا إسرائيل بشكل دائم، وكم منهم هاجرها بشكل مؤقت، فيما «بعض هؤلاء لا يعرفون الإجابة بأنفسهم».
ومنذ بدء الحرب، حتى مطلع الشهر الحالي، هاجر إلى إسرائيل، وفقاً لسلطة الإسكان والهجرة، حوالى 2000 مهاجر جديد، ما يعني 1000 مهاجر جديد شهرياً، مقارنة مع 4500 مهاجر جديد شهرياً قبل بدء الحرب في عام 2023. وبالتالي، فإن الهجرة اليهودية إلى إسرائيل انخفضت بنسبة 70% في الشهرَين الأخيرين، علماً أنه في عام 2022، وصل معدل الهجرة اليهودية شهرياً إلى 6000 مهاجر جديد. وفي ضوء الوضع الأمني المتدهور في إسرائيل، فإن عدد المهاجرين الجدد انخفض من 20 ألفاً في الربع الأول من العام الحالي، إلى 11 ألفاً في الربع الثالث من العام نفسه. وفي تشرين الأول، استجلبت إسرائيل 1096 مهاجراً يهودياً جديداً، نصفهم وصلوا في أسبوع الأعياد الذي سبق اندلاع الحرب. مع ذلك، استجلبت إسرائيل، في الشهر الماضي، 1500 مهاجر جديد، في ما يمثّل ارتفاعاً طفيفاً عزاه الموقع العبري إلى تصاعد «العداء للسامية» في أنحاء العالم.
وفي السياق، لفت «زمان يسرائيل» إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، ظهرت تقديرات مختلفة تفيد بأنه من المتوقّع أن تكون هناك «موجة هجرة إيجابية كبيرة»، إذ أعرب يهود كُثر في الخارج عن رغبتهم في شراء شقق في إسرائيل، غير أن عدد المهاجرين الجدد والعائدين إلى إسرائيل هو أقل بكثير مما قُدّر. إضافة إلى ذلك، فإن 300 ألف إسرائيلي عادوا من الخارج منذ اندلاع الحرب حتى نهاية أكتوبر، في ما فُسّر «بشكل خطأ في وسائل الإعلام على أنه موجة هجرة (إيجابية) وعودة إلى إسرائيل». لكن وسائل الإعلام تجاهلت، وفقاً للموقع، «حقيقة أن عودة هؤلاء ترجع في الواقع إلى انتهاء عطلة الأعياد، وأن مئات الآلاف من الإسرائيليين لم يعودوا من العطلة حتى الآن، فضلاً عن عدد الذين غادروا منذ اندلاع الحرب ولم يعودوا».