في اليوم الخامس والستين لبدء الحرب على قطاع غزة، يواصل العدو عمليات الإبادة الجماعية بحقّ أهالي القطاع، بارتكاب 21 مجزرة في خلال الساعات الماضية، وذلك على وقع تعثّر عملياته البرية، سواء في شمال غزة أو في جنوبها. وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أمس، سقوط 297 شهيداً وإصابة 449 شخصاً على الأقل، خلال 24 ساعة، ليرتفع عدد الشهداء إلى 17.997 والجرحى إلى 49.229 منذ السابع من أكتوبر، فيما لا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث لا تتمكّن الفرق الطبية من الوصول إلى أماكن الغارات الإسرائيلية. وفي الجزء الشمالي من القطاع، حيث يواصل جيش الاحتلال محاولاته التقدّم نحو جباليا، من ثلاثة محاور أساسية، تخوض المقاومة معارك ضارية مع قوات العدو، وتوقع في صفوفها وآلياتها خسائر ملحوظة. وشهدت منطقة الفالوجا، حيث كان تقدّم جيش الاحتلال لتطويق جباليا، الاشتباكات الأشرس، إذ تمكّن المقاومون، أمس، من الإجهاز على قنّاص إسرائيلي، وعلى 10 جنود من مسافة صفر، وعلى 3 جنود آخرين بعد الإطباق على آليتهم العسكرية. كما تمكّنوا من استهداف آلية أخرى، بالإضافة إلى إلقاء قنبلتين يدويتين على تجمّع لعدد من الجنود أسفل مبنى. وغرب مخيم جباليا أيضاً، استهدفت المقاومة قوّة إسرائيلية خاصة بعد استدراجها إلى المباني التي نصبت فيها كمائن مفخّخة، مجهزةً على أحد الجنود من مسافة صفر، وموقعةً البقية بين قتيل وجريح، فيما تأكّد مقتل 6 على الأقل، بينهم ضابط. وفي حي القصاصيب، استهدف مقاومو «كتائب القسام» دبابتَي «ميركافا» وجرافة عسكرية من نوع «D9»، و6 آليات أخرى، بقذائف «الياسين 105»، كما استهدفوا قوة إسرائيلية خاصة بقذائف الـ«TBG» المضادة للتحصينات وقذائف «الياسين 105»، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح، على رغم القصف الحربي والمدفعي لمنعها من الوصول إلى القوة. وفي تل الزعتر، حيث يضغط العدو أيضاً للتقدّم في اتجاه جباليا، استهدفت «القسام» دبابة «ميركافا»، وجرافة، بقذائف «الياسين 105»، وحقّقت فيهما إصابتين مباشرتين. وعلى المحور نفسه، استهدفت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، 3 دبابات إسرائيلية.
رغم تصريحات إدارة الحرب الإسرائيلية التي تشير إلى اقتراب «الحسم» في الميدان، لا تزال المقاومة تشنّ هجماتها


وفي محاور مدينة غزة، ضربت المقاومة تجمّعات لقوات العدو المتوغلة بقذائف هاون من العيار الثقيل، فيما استهدفت «القسام» 5 دبابات إسرائيلية وناقلة جند و3 جرافات عسكرية بقذائف «الياسين 105» في حي الشجاعية شرق المدينة. أما شرق حي الزيتون، فأصيبت ناقلة جند صهيونية بقذيفة «الياسين 105»، بينما في شارع الجلاء، ضُربت 4 دبابات «ميركافا» وجرافة عسكرية من نوع «D9» بالقذائف المضادة للدروع. أما في الجنوب، وتحديداً في المحور الشرقي لمدينة خانيونس، حيث تحاول القوات الإسرائيلية التوغّل، مدعومة بالأحزمة النارية المكثّفة لطيرانها أيضاً، والتي طاولت عدة مناطق من بينها بني سهيلا وعبسان الجديدة وعبسان الكبيرة، فقد تصدّت المقاومة لمحاولات التوغّل في عدة مناطق، وأظهرت مشاهد نشرتها التحام مقاوميها مع آليات العدو المتوغّلة. وأكّدت المقاومة تمكّنها من استهداف تجمّع لجنود العدو داخل مقر قيادة ميدانية بقذيفة أفراد، وإيقاع عدد كبير منهم بين قتيل وجريح. وشهدت المعري شمال شرق خانيونس، الاشتباكات الأبرز، حيث تمكّن المقاومون من تفجير عبوة برميلية كبيرة مضادة للأفراد بقوة من جيش الاحتلال، وأوقعوا معظم عناصرها قتلى، بحسب ما أفادت به مصادر المقاومة. أما في منطقة الزنة شرق المدينة، فتمكّن المقاومون أيضاً من استهداف دبابة «ميركافا» حولها عدد من جنود الاحتلال، وأجهزوا على 4 منهم من مسافة صفر. وفي منطقة الكتيبة بمدينة خانيونس، استهدفوا دبابة «ميركافا»، فضلاً عن دبابة أخرى شمال المدينة، وآليات أخرى في باقي المحاور.
وفي المجمل، تمكّنت المقاومة، خلال الـ48 ساعةً الأخيرة من تدمير 44 آلية عسكرية كلياً أو جزئياً في كلّ محاور القتال في قطاع غزة، بحسب «أبو عبيدة»، الناطق العسكري باسم «القسام»، والذي أشار إلى مقتل «40 جندياً وإيقاع عشرات الجنود الصهاينة الآخرين بين قتيل وجريح». ورغم تصريحات إدارة الحرب على المستويين السياسي والعسكري، والتي تشير إلى «إنجازات» واقتراب «الحسم» في الميدان، لا تزال المقاومة تشنّ هجماتها في ظل مزاعم الجيش أنّ قوّاته تحاصر مراكز قوة حركة «حماس»، إذ واصلت «القسام» دكّ مواقع عسكرية في المناطق المحتلة. ومنذ بدء العملية البرية، ارتفعت أعداد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، إلى 97 من الجنود والضباط، بحسب الإعلان الرسمي، الذي أشار أيضاً إلى أن 1593 جندياً ومجنّدة أصيبوا منذ بداية الحرب، بينهم 255 في حالة خطيرة. وفي السياق، أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «الجيش (الإسرائيلي) يتفاجأ كل يوم من جديد ميدانياً من حجم تعاظم قوّة حركة حماس». وقال المحلّل العسكري للصحيفة، يوسي يهوشوع، إنه «منذ شهر على المناورة البرية، أصبح القتال في معاقل حماس أكثر صعوبة، وترتّبت على ذلك الأضرار التي لحقت بالقوات»، لافتاً إلى أنه «من المتوقّع أن يرتفع عدد القتلى ما دام القتال مستمراً بصورته الحالية»، أي في ظلّ «بقاء الفرق المقاتلة في عمق المنطقة». وأضاف أن «الخسائر الكثيرة والقصص المؤلمة، مثل الكارثة المزدوجة التي حلّت بعائلة الوزير غادي آيزنكوت»، متابعاً أنها «تؤثر في الوعي الإسرائيلي في ما يتعلق بالحرب». ووفقاً لما أوردته صحيفة «هآرتس»، فإن الجيش الإسرائيلي الذي يخوض معارك في ثلاثة مواقع في غزة بالتوازي، باتت المقاومة في وجهه في «كل هذه المواقع أقسى بكثير من السابق».