تقود الصحافية والناشطة السياسية الفلسطينية البارزة، إسراء الشيخ، مبادرةً جديدةً لمعالجة الأزمة الإنسانية المستمرّة في غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الهمجي على القطاع. وإدراكاً منها للحاجة إلى ردّ فعل قويّ وموحّد، دعت الشيخ إلى توجيه ضربة تهدف إلى زعزعة الأسس الاقتصادية للحكومات الغربية الداعمة للاحتلال والإبادة الجماعية في 18 كانون الأوّل (ديسمبر) 2023.هكذا، شملت دعوة الشيخ الأفراد في جميع أنحاء العالم، وحثّتهم على بذل جهود متضافرة لسحب الأموال من البنوك الغربية، وبالتالي توجيه رسالة قوية عبر الضغط الاقتصادي. لا تقتصر الدعوة على التعاملات المالية، بل تمتدّ إلى تضامن أوسع يتمثّل في حثّ العرب والمسلمين على مستوى العالم على دعم المؤسسات المصرفية العربية والإسلامية.
مطالب الإضراب واضحة وموجزة تعكس الحاجة الملحّة لتحقيق العدالة في غزة وتشمل: الوقف الفوري للعنف والإبادة الجماعية، وإنهاء السياسات الداعمة للاحتلال والتطهير العرقي، وقطع إمدادات الأسلحة، وفرض عقوبات عالمية على القوى المحتلة، ومحاسبة قادتها. بالإضافة إلى ذلك، تؤكد الدعوة ضرورة فتح حدود غزة من دون قيود أمام المساعدات الإنسانية.
وفي هذا السياق، حذّرت الشيخ من أنّه في حال عدم تلبية هذه المطالب، فستُتّخذ إجراءات أقوى. وأشارت إلى أنّ خطورة الوضع في غزة تتطلب استجابة حازمةً، والدعوة إلى العمل هي بمنزلة صرخة من أجل العدالة والمساءلة: «إنّ الإضراب ليس رمزياً فحسب، بل يهدف إلى توجيه ضربة قوية إلى البنوك الغربية التي تسيطر عليها الحركة الصهيونية العالمية». وشدّدت الشيخ على أهمية الاعتراف بالنفوذ الاقتصادي الذي تمتلكه هذه الحركة، وحثّت الأفراد على فهم خطورة الوضع وعدم التقليل من تأثير أفعالهم.
تمتدّ الدعوة إلى الإضراب إلى ما هو أبعد من الجهود الفردية، إذ تشجّع مَنْ يتواصلون مع أطراف ومنظمات أجنبية على إيصال الرسالة إلى أكبر قدر ممكن من الناس. وتوضح الشيخ أنّ هذه القضية هي مسؤولية جماعية، تتجاوز الاهتمامات الفردية، وتؤكد الالتزام الأخلاقي الذي يقع على عاتق كل شخص للتخفيف من معاناة الناس في غزة.
يتضمّن الإضراب المقرّر يوم الإثنين المقبل خطوات ملموسة للمشاركين، إذ أوصت الشيخ بسحب 30 في المئة من الأموال في حسابات البنوك الغربية، وإجراء المعاملات نقداً حصراً لمدة أسبوع، والامتناع عن استخدام بطاقات الائتمان والاعتماد على التعاملات النقدية حصراً.
هذه ليست المرّة الأولى التي تدعو فيها الشيخ للعمل من أجل غزة. فهي المسؤولة عن يوم الإضراب العالمي من أجل غزّة يوم الإثنين الماضي، الذي حظي بتجاوب لافت وتصدّر قائمات الهاشتاغات الأكثر تداولاً على X. لكن يبدو أنّ إدارة المنصّة تحاول هذه المرّة قمع صوت الشعب الفلسطيني ومحاصرته. وفقاً لتغريدة نشرتها الشيخ أوّل من أمس، بدأت إدارة X تتدخل في موضوع الإضراب مباشرة وتشوّش على الهاشتاغ المعلن (StrikeForGaza#)، وعلى إسقاط «السبيس الذي نتحدث فيه عن الإضراب». وإذا صحّت هذه المعلومة، فهذا يعني أنّ إيلون ماسك يلتزم حرفياً بالتوجيهات الإسرائيلية التي لقّنه إياها قادة العدو أثناء زيارته الأخيرة إلى الأراضي المحتلة.