منذ الساعات الأولى للعدوان عليها، دخل غسان أبو ستّة إلى غزّة التي يزورها باستمرار ويحرص منذ 15 عاماً على الوجود فيها مع كلّ حرب همجية إسرائيلية جديدة. 43 يوماً قضاها اختصاصي الجراحة التجميلية والترميم الفلسطيني ــ البريطاني في القطاع الذي ينتمي إليه. ومنذ اليوم الأوّل، استحال أبو ستّة سفيراً للطواقم الطبية العاملة هناك بإمكانات شبه معدومة، وشاهداً على الفظائع والجرائم الصهيونية التي فاقت كلّ قدرات البشر على التصوّر والتحمّل.وها هو اليوم يتنقّل بين دول عدّة ليروي ما عايشه في حرب الإبادة المستمرّة منذ السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي، انسجاماً مع رسالته المهنية والإنسانية. وهو الذي نذر نفسه على مدى السنوات الماضية لطب النزاعات والحروب، من فلسطين إلى اليمن والعراق وسوريا وجنوب لبنان، على الرغم من أنّه يمكن لاختصاصه أن يدرّ عليه أموالاً طائلة.
في هذا السياق، يحطّ غسان في 26 كانون الأوّل (ديسمبر) الحالي في «مسرح المدينة» في بيروت، حيث يلقي محاضرة بعنوان «تدمير القطاع الصحّي في غزّة: مواجهة الكارثة والتهجير». يُلقي الحدث الضوء على التجربة الميدانية للأستاذ المشارك في علم الجراحة خلال العدوان الإسرائيلي على غزّة، بوصفه شاهداً على تدمير الاحتلال للمستشفيات والمراكز الصحية متسبّباً بكارثة عامة وممنهجة، سعياً وراء تفكيك مفاصل الحياة الفلسطينية برمّتها، فضلاً عن جعل المكان غير قابل لأشكال البقاء كافة. ويتطرّق أبو ستّة في الموعد المرتقب إلى المسؤولية الجماعية لمنع تحقّق التطهير العرقي، ومقاومة إعادة إنتاج الذلّ الناجم عن اللجوء، وأهمية إعادة بناء القطاع الصحي بأقصى سرعة ممكنة للحدّ من الوضع المزري الذي يُسهم في مشاريع التهجير.

محاضرة «تدمير القطاع الصحّي في غزّة: مواجهة الكارثة والتهجير» لغسّان أبو ستّة: الثلاثاء 26 كانون الأوّل 2023 ــ الساعة السادسة مساءً ــ «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت).
للاستعلام: 01/753010