أعلنت 4 شركات عملاقة، مسؤولة عن أكثر من 50% من التجارة البحرية العالمية عن تعليق إبحار بواخرها في البحر الأحمر في الأيام القليلة الماضية نتيجة العمليات التي تنفذها قوات صنعاء ضد السفن المتجهة إلى كيان العدو. وهذه الشركات هي: "Maersk" الدنماركية، "CMA CGM" الفرنسية، و"MSC" التي تتخذ مقرها في سويسرا، بالإضافة إلى "Pegg Lloyd" الألمانية. كما أعلنت شركة الشحن OOCL، ومقرها هونغ كونغ، أنها ستوقف شحن البضائع من وإلى إسرائيل وحتى إشعار آخر.ويؤدي هذا القرار إلى دفع بواخر هذه الشركات للإبحار مسافة إضافية تزيد على 13 ألف كيلومتر للالتفاف حول أفريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وهي مسافة تزيد وقت الإبحار بين 10 و14 يوماً، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في كلفة الشحن وتالياً في أسعار البضائع.
وقد أشار رئيس هيئة قناة السويس إلى تحوّل 55 سفينة للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من 19 نوفمبر حتى اليوم، من أصل 2128 سفينة عبرت خلال تلك الفترة.
يشار إلى أن ما نسبته 10% من النفط المنقول بحراً عالمياً يمر عبر باب المندب، حيث يعبر يومياً نحو 9.6 مليون برميل نفط، كما تمرّ عبره بضائع بقيمة تريليون دولار سنوياً.
من جهة ثانية، أعلن مدير مرفأ إيلات جدعون غولبر، أن المرفأ فقد نحو 80% من إيراداته خلال الشهر الأخير. وذكر موقع «أكسيوس»، توقف وصول السفن التجارية إلى مرفأ إيلات بشكل شبه كامل.
من المعروف أن المرفأ هو أكبر وجهة للسيارات المستوردة إلى إسرائيل، إذ تُشكّل نحو 75% من النشاط التجاري في المرفأ، الذي يمرّ عبره 45% من السيارات المستوردة.
وفي السياق، أصدر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، في 12 كانون الأوّل، تعليمات عاجلة إلى موانئ العدو لإزالة المعلومات المتعلقة بوصول ومغادرة السفن من وإلى الموانئ، من مواقعها الإلكترونية، لذلك تظهر بيانات بعض المواقع التي تتابع حركة السفن أن عدد السفن التي يتوقّعها مرفأ إيلات هو صفر.
من جهة ثانية، بدأ العمل بالجسر البرّي للبضائع من الإمارات نحو إسرائيل، حيث تُنقل عبره المواد الغذائية. وتستغرق الرحلة البرية من دبي أربعة أيام بمسافة 2550 كيلومتراً، ومن البحرين يومين وسبع ساعات (1700 كيلومتر). وتبلغ كلفة الكيلومتر الواحد حوالي 1.2 دولار، وهو أغلى قليلاً من النقل البحري العادي، ولكنه أرخص من كلفة طريق النقل حول أفريقيا بما يعادل 20 يوماً.