تمثل الصواريخ «التيرموميتر» الذي يقنع مجتمع الاحتلال بأن الحرب على المقاومة لم تحقّق أيّاً من أهدافها
على أن المشهد الحاضر دائماً، هو دويّ قذائف «الهاون» التي لم تتوقّف يوماً واحداً طوال مدّة التوغّل البري؛ إذ تعلن «كتائب القسام» و«سرايا القدس»، يومياً، استهداف حشود العدو بالعشرات من القذائف الثقيلة، وهو ما يثبت أن مقدّرات المقاومة الصاروخية لا تزال بخير، وأن العمليات المكثفة لم تقُد الاحتلال حتى اللحظة إلى تدمير مرابضها وعُقدها الصاروخية الحصينة. وفي هذا السياق، توضح مصادر مقرّبة من المقاومة أن ما يتمّ إطلاقه من صواريخ، ليس مرتبطاً بمقدار الإمكانات الصاروخية المتوافرة، إنما بالمدّة التي يمكن أن تستغرقها الحرب، حيث يُتوقّع أن تكون العمليات البرية في القاطع الشمالي من القطاع قد شارفت على نهايتها، ما يعني تقلّص قدرة المقاومين على الالتحام المباشر وزيادة خسائر العدو البشرية، فيما من المتوقع أن يتواصل العمل من الجو عبر تنفيذ عمليات الاغتيال المركزة. وبالتالي، فإن المقاومة تريد، وفقاً للمصادر، الإبقاء على ورقة الصواريخ، للمحافظة على إشعار الجبهة الداخلية للعدو بأنها لن تتوقّف عن دفع أكلاف استمرار الحرب، حتى وإن انسحب جيشها من البر.
كذلك، تمثل الصواريخ وقذائف «الهاون»، «التيرموميتر» الذي يقنع مجتمع الاحتلال، بشكل مستمر، بأن الحرب على المقاومة لم تحقّق أيّاً من أهدافها المعلنة، ما يزيد من تورّط «كابينيت» الحرب وإحراجه، ليس أمام مستوطني غلاف غزة فقط، بل أمام المعارضة الإسرائيلية التي يتنامى لديها شعور متصاعد، بأن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يحامي، عبر إطالة أمد الحرب، عن نفسه ومستقبله السياسي وليس عن «الدولة» التي تعيش خطراً وجودياً. ولعلّ ذلك هو ما عبّر عنه بوضوح رئيس الأركان الأسبق، دان حالوتس، الذي نقلت عنه «القناة الـ7» الإسرائيلية «(أننا) خسرنا الحرب ضد حماس وانتصارنا سيكون بإزاحة نتنياهو».