يقف المستويان الأمني والسياسي في الكيان أمام ثلاث خطوات بات أخذ القرار فيها يشكّل تحدياً معقّداً
في هذا الوقت، يقف المستويان الأمني والسياسي في الكيان أمام ثلاث خطوات بات أخذ القرار فيها يشكّل تحدياً معقّداً؛ وهي المرحلة الثالثة من الحرب، واليوم التالي للحرب، ومسألة التصعيد مع لبنان. وهذه الخطوات الثلاث، فضلاً عن حساباتها الميدانية والعسكرية، يتداخل فيها الرأي العام الأميركي ومصالح الرئيس جو بايدن الشخصية والسياسية، ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة في ضوء احتمالات وقوع تصعيد إقليمي. كذلك، تتداخل فيها الحسابات الشخصية لرئيس حكومة العدو، ووزير أمنه، وقادة الجيش والأجهزة الأمنية، الذين يرون أنفسهم جميعاً أمام المحاسبة والمحاكمة بمجرّد انتهاء الحرب، ولذا من الأفضل بالنسبة إليهم إطالة أمدها، وتحقيق أكبر إنجازات ممكنة فيها، لمقابلة لجان المحاسبة والتحقيق، والجمهور أيضاً.
وفي هذا السياق، اعتبر الكاتب الإسرائيلي، طل ليف رام، في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن الانتقال إلى المرحلة التالية أمر معقّد لأن القضايا الكبيرة جداً لا تزال من دون إجابة منظورة: تحرير المخطوفين، واستمرار القتال على الجبهة الشمالية، والأعمال العدوانية المستمرّة من جانب الحوثيين والشركاء الآخرين لإيران». ورأى الكاتب أن إسرائيل تخطّط للانتقال إلى المرحلة التالية «في نهاية الجزء الرئيسي من السيطرة العملياتية على خانيونس ومخيمات الوسط، وفقاً لجداول زمنية يمكن تقديرها بين منتصف كانون الثاني المقبل ونهايته»، لكن «حتى لو انخفضت حدّة القتال، فإن الوضع الإقليمي، وخاصّة استمرار التصعيد على الحدود الشمالية مع حزب الله، قد يؤدّي في الواقع إلى تصعيد حالة الحرب، حيث لا تزال مسألة إطلاق النار على المستوطنات بعيدة عن حلّ منظور». أما ناحوم برنياع، فاعتبر، في مقالته في الصحيفة نفسها، أن «وضع العمليات العسكرية مأساوي، وسيؤثر على عمليات الجيش في حال جرى الانتقال إلى المرحلة الثالثة»، مضيفاً أن «رئيس الحكومة ووزير الأمن تحدّثا عن الحسم والإبادة والتدمير والتصفية والانتصار (...) كانت هذه إعلانات غير واقعية. الخطاب ابتلعَ الاستراتيجية، والشعبوية ابتلعت الجوهر. إنه وضع مأساوي».
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن «الخبراء العسكريين في جميع أنحاء العالم يشكّكون في قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق هدفه قريباً في ما يتعلق بهزيمة حماس في غزة». ونقلت الصحيفة عن رئيس «مجلس الأمن القومي» الإسرائيلي السابق، قوله إن «حماس أظهرت قدرة على الاستبدال السريع لقادتها القتلى». كما نقلت عن ضابط سابق في المخابرات الإسرائيلية قوله إن «القول إن حماس تنهار ليس صحيحاً، وكل يوم نواجه معارك صعبة».
من جهته، دعا أريك هاريس بربينغ، في مقالته في موقع «القناة 12» الإسرائيلية، إلى «التأكد من أن حماس لن تعاود السيطرة على المنطقة (غزة) عسكرياً ومدنياً، أو أن يتحوّل قطاع غزة إلى No man›s land في اليوم التالي، ونجد أنفسنا نواجه مجموعة ميليشيات مستقلّة ومتطرّفة». لذلك، وفقاً لرأيه، «على إسرائيل أن تقود وتبادر إلى تنفيذ خطوات، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر ودول عربية سنية في الخليج وجهات فلسطينية معتدلة، لإدارة الحياة المدنية في القطاع، وأن تضمن مواصلة الجيش الإسرائيلي والشاباك السيطرة أمنياً على المنطقة، وأن تتيح لمواطني الغلاف إعادة بناء حياتهم والعودة إلى منازلهم».