بغداد | مع تأكيد رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، أنّ بلاده ماضية في اتجاه إنهاء الوجود لقوات «التحالف الدولي» على أراضيها، تكون المقاومة التي وسّعت استهدافاتها لتتجاوز القواعد الأميركية في سوريا والعراق، ردّاً على دعم واشنطن للعدوان على غزة، قد اقتربت، نظرياً، من تحقيق الهدف الذي حدّدته بطرد القوات الأميركية من البلاد.وكان السوداني قد أكد، أول من أمس، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسباني، بيدرو سانشيز، في بغداد، أنه تطرّق بشكل مفصّل مع ضيفه إلى وضع «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن «الحكومة العراقية في طور إعادة الترتيب للعلاقة في ظلّ قوات عراقية متمكنة». سيما وان السوداني كان احتج على قصف الاميركيين لمواقع تخص فصائل المقاومة و«الحشد الشعبي» ما تسبب بسقوط شهداء وأثار موجة استياء بين العراقيين.
وفي تطوّر جديد لعمليات المقاومة الإسلامية، سُجّل ضرب أهداف حيوية لإسرائيل في البحرَين الأبيض المتوسط والأحمر بشكل مباشر، فيما تدرس بعض الفصائل آلية التوسيع لنطاق ضرباتها في عموم المنطقة الإقليمية. وأعلنت المقاومة العراقية، في اليومين الماضيين، عن قصفها «مركز للتجسّس الفني تابع للكيان الصهيوني» شمال شرق أربيل، واستهداف قواعد الاحتلال الأميركي في كل من «كونيكو» و«الشدادي» و«خراب الجير»، برشقات صاروخية ، وأكّدت أن الضربات الأربع حقّقت إصابات مباشرة. كما أعلنت المقاومة قصف «هدف حيوي في أراضينا المحتلة إلى الجنوب من مستوطنة إلياد الإسرائيلية بالأسلحة المناسبة»، ولم تكشف عن طبيعة هذا الهدف.
المقاومة تهدّد بضربات أقسى ضد الأميركيين والإسرائيليين، سواء في البحر المتوسط أم الجولان أم أربيل


ويؤكد مصدر في المقاومة الإسلامية، لـ«الأخبار»، أن «ضرباتنا ستكون أقسى على العدو الأميركي والإسرائيلي، وكلّ المصالح والمنشآت والمواقع الصهيونية، سواء أكانت في البحر المتوسط أم الجولان أم في أربيل التي تمتلك إسرائيل فيها مواقع تجسّسية، شخّصناها، وسيرى العالم أجمع نيران صواريخنا تحرقها قريباً». ويضيف أن «تحولنا إلى استهداف أماكن حيوية، وقصف إيلات والحقول الغازية، يأتي ضمن إستراتيجية لا تقتصر فقط على المقاومة في العراق، بل تشمل المقاومة في لبنان واليمن وفلسطين، وذلك جراء الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء غزة الصامدة منذ أشهر».
من جانبه، يرى القيادي في «الحشد الشعبي»، أبو علي النجار، أن «المقاومة العراقية لديها إمكانات متطوّرة جداً في التسليح والتدريب لإدارة معركة كاملة، ويمكنها شن هجمات دقيقة ضد مواقع حيوية إسرائيلية، وقد لا تكتفي فقط بهذه الهجمات، بل تشارك على أرض الواقع وعن طريق الجولان المحتل». ويبيّن، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «استهداف فصائل المقاومة للأميركيين، يعود بالدرجة الأولى إلى أنهم محتلّون لأرض العراق وداعمون للكيان الصهيوني الذي يقتل الفلسطينيين بدم بارد. ولهذا، توزّعت أداور المجاهدين على عدة مهمات، منها إزعاج العدو وإرباكه وبثّ الرعب في صفوف جنوده، وكذلك توجيه ضربات مباشرة إلى أراضي منطقة إيلات المحتلة وغيرها. وقد تكون ثمة أهداف أخرى أيضاً». ويتابع أنّ «غرفة عمليات المقاومة لديها إحداثيات كاملة عن تحركات الأميركيين ومساعدتهم للإسرائيليين. وهذا ما ساعدنا في إنجاح هجماتنا وإيقاع إصابات في صفوف المحتل»، لافتاً إلى أن «الأميركيين يكذبون في أرقام جنودهم الذين قُتلوا وأصيبوا بصواريخ المقاومة، بخاصة الأخيرة، في سوريا وقاعدة الحرير».
أما الخبير الأمني، مخلد حازم، فيرى أن «هناك قواعد جديدة للاشتباك دخلت على خط الأزمة، بخاصة توسيع دائرة الضربات لتستهدف مواقع حيوية، وأن قرار إستهداف البحر الأحمر يأتي ضمن إستراتيجية وحدة الساحات لكلّ محور المقاومة». ويشير إلى أن «المقاومة بدأت تستخدم صواريخ باليستية بعيدة المدى بعدما كانت تستخدم صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى. ومن المؤكد أن هذا يُعتبر بالنسبة إلى الجانب الأميركي تطوراً في نوع السلاح».