تستعد إسرائيل لوداع «عام نكبتها» بفعل ما تعرّضت له من ضربات قاسية منذ السابع من أكتوبر الماضي، ومن دون تحقيق أي ردود فعّالة على المقاومة، تسعى إسرائيل الغارقة في رمال غزة للحصول سريعاً على اتفاق مع حركة «حماس» لتحرير أسراها، فيما المقاومة تتمسك بأن لا تفاوض قبل وقف شامل للعدوان.ووصل إلى القاهرة وفد قيادي من حركة «حماس» حاملاً «ردّ الفصائل الفلسطينية الذي يتضمّن ملاحظات عدة» على خطة مصرية من ثلاث مراحل، تنص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن عشرات الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في الحركة قوله إن هذه الملاحظات تتعلق خصوصاً بـ«طرائق عمليات التبادل المرتقبة، وبعدد الفلسطينيين الذين سيُطلق سراحهم، وبالحصول على ضمانات من أجل انسحاب عسكري إسرائيلي كامل من قطاع غزة».
بالتزامن، كان لافتاً ما نشرته قناة «العربية» السعودية وأعاد موقع «واينت» نشره عن أن رئيس «حماس» في غزة، يحيى السنوار، «وافق على مقترح مصري - قطري لتبادل الأسرى يقضي بإطلاق سراح أسرى إسرائيليين وسجناء فلسطينيين وهدنة مدتها عشرون يوماً».
وبحسب مصدر فلسطيني في بيروت، فإن رد «حماس» هو ترجمة لتفاهمات جرت بينها وبين بقية القوى والفصائل الفلسطينية ويركّز على الوقف الشامل للعمليات العسكرية وضمان رفع الحصار لإعادة الإعمار إلى جانب المفاوضات على صفقة شاملة لتبادل الأسرى والمعتقلين.
وفي الموازاة، تستمر الولايات المتحدة، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، في الدفع نحو الانتقال إلى «المرحلة الثالثة» من القتال في قطاع غزة في أوائل كانون الثاني المقبل، على أن تستمرّ هذه المرحلة نحو أسبوعين. وفي المقابل، يريد الكيان الإسرائيلي أن تبدأ تلك الخطوة في منتصف الشهر المقبل، على أن تنتهي بنهاية الشهر نفسه. وفي هذا الإطار، سُجّلت مباحثات هاتفية، ليل الخميس - الجمعة، بين وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، ووزير جيش العدو، يوآف غالانت، حول الانتقال إلى المرحلة المقبلة من الحرب، والتي ستتميّز بالعمليات المركّزة وانخفاض حدّة القتال.
ويستمر الضغط الشعبي الأميركي على إدارة الرئيس جو بايدن للتدخل بهدف وقف الحرب الهمجية الإسرائيلية على القطاع، حيث تظاهر الآلاف في وقت متأخر أول من أمس في مانهاتن بنيويورك وهم يطلقون شعارات «من النهر إلى البحر» و«إسرائيل لا يمكنك الاختباء، نحمّلك مسؤولية الإبادة» و«إسرائيل ماذا تقولين، كم طفلاً قتلتِ اليوم؟» وأغلق المحتجون مناطق عدة في مانهاتن السفلى.
من جهتها، قدّمت دولة جنوب أفريقيا طلباً إلى «محكمة العدل الدولية» لبدء إجراءات ضدّ إسرائيل، لارتكابها «أعمال إبادة ضدّ الشعب الفلسطيني». وأكّدت جنوب أفريقيا أن «أفعال إسرائيل وأوجه تقصيرها تحمل طابع إبادة لأنها مصحوبة بالنية المحددة المطلوبة (...) لتدمير فلسطينيّي غزة كجزء من المجموعة القومية والعرقية والإتنية الأوسع، أي الفلسطينيين».