وانقسمت الردود بين من رأى العملية «طبيعية» في سياق الحرب على قطاع غزة، وتداعيات معركة «طوفان الأقصى»، ومعارضٍ ومستنكر ومتوعّد بالرد، فيما سيطر القلق في كثير من دول العالم التي لطالما دعت إلى ضبط النفس وتجنّب التصعيد. على أن توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل لم يكُن فلسطينياً وعربياً فقط، ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول دفاعي أميركي، أن إسرائيل هي المسؤولة عن عملية الاغتيال، وهو الأمر نفسه الذي نقله موقع «أكسيوس» الأميركي عن مسؤولين أميركيين، مشيراً إلى أن إسرائيل «لم تبلّغ الولايات المتحدة بذلك مقدّماً». وأضاف الموقع أن إسرائيل لم تحذر الولايات المتحدة لكنها أخطرت إدارة الرئيس جو بايدن وقت تنفيذ العملية. لكنّ وسائل إعلام نقلت عن مساعدين لنتنياهو أن «العملية لا تستهدف لا حكومة لبنان ولا حزب الله». في محاولة لجعل العملية «جزءاً من الحرب القائمة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية».
حرصت واشنطن على نفي علمها وحاول العدو تحييد لبنان وحزب الله، وفصائل المقاومة تتوعّد
فلسطينياً، أبلغت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين بتجميد أيّ مفاوضات مع إسرائيل، وألقى رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، خطاباً نعى فيه العاروري وإخوانه، إثر «عملية اغتيال جبانة، نفّذها العدو الصهيوني، في عدوان همجي وجريمة نكراء تثبت مجدّداً دمويته التي يمارسها على شعبنا في غزة والضفة والخارج وفي كل مكان»، مؤكداً أن تداعيات «العمل الإرهابي، يتحمل مسؤوليته الاحتلال الصهيوني النازي، ولن يُفلح في كسر إرادة الصمود والمقاومة لدى شعبنا ومقاومته الباسلة».
وتنديداً بالاغتيال، خرجت تظاهرات في أماكن متفرقة في فلسطين المحتلة، وتحديداً في الضفة الغربية المحتلة، كان أبرزها في قرية العارورة في رام الله، وهي قرية الشهيد التي تجمّع فيها الأهالي أمام منزله بعد الإعلان عن استشهاده، بالإضافة إلى خروج تظاهرات في مناطق أخرى في رام الله ونابلس والخليل وسلفيت وجنين، تنديداً باغتياله. كما نعت مكبّرات مساجد الضفة العاروري، وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية الإضراب والنفير العام اليوم حداداً على العاروري وإخوانه.
من جهتها، حذّرت حركة «الجهاد الإسلامي» من أن الاغتيال «لن يمر بلا عقاب وهو محاولة من العدو لتوسيع رقعة الاشتباك وجرّ المنطقة بأسرها إلى الحرب للهروب من الفشل الميداني العسكري في قطاع غزة والمأزق السياسي الذي تعيشه حكومة الكيان، إثر فشلها بعد 90 يوماً من حرب الإبادة من فرض شروطها على شعبنا، بل إن قوى المقاومة كانت لها اليد العليا سياسياً وعسكرياً». كما نعى المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين، العاروري الذي «ارتقى بعملية اغتيال صهيونية جبانة في الضاحية الجنوبية في بيروت»، مؤكداً أن العملية «لن تكسر إرادة شعبنا بل ستزيد من فعله الثوري ومقاومته الباسلة وستكون ناراً ووبالاً على العدو الصهيوني».
دولياً، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن دماء العاروري «ستشعل بلا شك طفرة جذوة المقاومة ودافعها لقتال المحتلين الصهاينة، ليس في فلسطين فحسب، وإنما في المنطقة أيضاً وبين جميع الباحثين عن الحرية في العالم»، مندّداً بانتهاك «النظام الصهيوني العدواني» سيادة لبنان وسلامة أراضيه. وأعرب عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، محمد علي الحوثي، عن إدانته الشديدة للاغتيال، مشيراً إلى أن «هذا العمل الجبان والغادر يكشف عجز جيش الكيان الإسرائيلي في غزة». وإذ أعرب عن تعازيه الحارة لأسرة العاروري وللشعب الفلسطيني وقياداته»، جدّد تأكيده على «التضامن الكامل معهم حتى ضمان حقوق الشعب الفلسطيني وطرد الغزاة المحتلين وإقامة دولته المستقلة على كامل تراب فلسطين والعيش بأمان وكرامة»