الحسكة | واصلت فصائل «المقاومة الإسلامية» عملياتها ضدّ القواعد الأميركية في سوريا والعراق، ليصل مجموعها إلى أكثر من 120 في نحو 75 يوماً، فضلاً عن نجاحها في الوصول إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وإصابة أهداف هناك، وذلك نصرةً لأهالي قطاع غزة ومقاومته. وبداية الشهر الأول من عام 2024، استهدفت الفصائل تسع قواعد أميركية في البلدَين، وموقعاً للعدو الإسرائيلي في أم الرشراش المحتلّة (إيلات)، بالطائرات المسيرة والصواريخ قصيرة المدى والباليستية. كذلك، استهدفت، ما بين الأول والثاني من الجاري، كلّاً من القواعد الأميركية غير الشرعية، في الشدادي والمالكية في ريف الحسكة، مرتَين، و«رميلان» في الحسكة و«كونيكو» و«العمر» في دير الزور لمرّة واحدة، و«عين الأسد» ومطار أربيل، قبل أن تعاود ضرب قاعدتَي «العمر» و«التنف»، يوم أمس.وتُظهر المقاومة، عبر تكثيفها لعملياتها، إصراراً على تصعيد الضغط على الولايات المتحدة، بهدف حملها على وقف دعمها المفتوح للعدو الإسرائيلي في حربه على غزة، والانتقام لشهدائها الذين يسقطون في كل من سوريا والعراق. كما تسعى المقاومة، من وراء هذا التكثيف أيضاً، إلى إيقاع قتلى ومصابين في صفوف القوات الأميركية في كلا البلدَين، وإلحاق أكبر قدْر ممكن من الخسائر المادية بقواعد الاحتلال، بغرض تحريك الداخل الأميركي ضدّ إدارة الرئيس جو بايدن. وفي هذا الإطار، أكدت مصادر ميدانية، لـ«الأخبار»، أن «هجمات المقاومة مستمرّة وبوتيرة أعلى، انتقاماً من الأميركيين ودعمهم المفتوح للكيان الإرهابي، الذي يعمل على توسيع دائرة الحرب عبر التوجّه نحو الضربات الأمنية، والتي اغتال عبرها الشيخ صالح العاروري ورفاقه في بيروت، وقبله القائد رضي الموسوي»، مضيفةً أن «هذا التصعيد سيواجَه حتماً بتصعيد العمل ضدّ الأميركيين والإسرائيليين في كل الميادين». ولفتت المصادر إلى أن «فصائل المقاومة، وعلى رغم كلّ ترسانة الأسلحة التي لا تزال واشنطن تنقلها إلى قواعدها في سوريا والعراق، تسجّل نجاحات متتالية عبر القدرة على الوصول إلى القواعد واختراق أحدث منظومات الدفاع الأميركية»، مبينةً أن «كلّ هذه الترسانة لم تتمكّن من إسقاط إلّا أعداداً محدودة من المسيّرات والصواريخ، التي هاجمت بالمئات القواعد الأميركية»، متوقعةً أيضاً أن «تشهد الأيام المقبلة مزيداً من التصعيد ضدّ الأميركيين في المنطقة، بالأساليب والأدوات المناسبة».
واصلت الولايات المتحدة استقدام التعزيزات العسكرية إلى قواعدها في كلّ من سوريا والعراق


من جهتها، واصلت الولايات المتحدة استقدام التعزيزات العسكرية إلى قواعدها في كلّ من سوريا والعراق، في محاولة لتحصينها من هجمات جديدة للمقاومة. وهبطت أكثر من عشر طائرات شحن أميركية داخل قاعدة مطار «خراب الجير» في رميلان، في الأسبوعَين الأخيرَين من العام المنصرم، توازياً مع وصول تعزيزات برّية إلى قاعة «قسرك» في ريف الحسكة الشمالي الغربي، قادمة من شمال العراق. كما نفّذت القوات الأميركية تدريبات بالذخيرة الحيّة في كل من «العمر» و«كونيكو» و«المالكية»، تحاكي آلية التصدّي لهجمات برّية على هذه القواعد. وعلى رغم ما بعثت به إعادة حاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد فورد» إلى مينائها الرئيس في فيرجينيا، من إشارات إلى عدم رغبة الولايات المتحدة في مزيد من التصعيد في المنطقة، نقلت وسائل إعلام كردية مقرّبة من «قسد»، أن «الأميركيين أبلغوا (الأخيرة) رسمياً، أنهم لن ينسحبوا من المنطقة، جرّاء تصاعد الهجمات ضدّهم في سوريا والعراق»، مشيرةً إلى أن «واشنطن تعمل على استيعاب هذه الهجمات، والردّ عليها بشكل حذر، لضمان عدم تأجيج الأوضاع الميدانية ضدّها في كلّ من سوريا والعراق». ولفتت إلى أن «الولايات المتحدة تحاول عبر تحصين قواعدها بالأسلحة الدفاعية المتطوّرة، امتصاص غضب الفصائل، والعمل على تجنّب سقوط أيّ قتلى من قواتها بما يرغمها على اتخاذ الموقف الميداني المناسب».