قوات صنعاء رصدت سفناً حربية دولية تعيد تمركزها في شمال البحر الأحمر وجنوبه
وفي الوقت الذي أوشكت فيه القوات الأميركية والبريطانية على الانتهاء من الاستعداد لشن هجوم على اليمن، أكد قائد المنطقة العسكرية اليمنية الخامسة، اللواء يوسف المداني، أن قواته على أتمّ الجهوزية للتعامل بحسم مع «العدوّ الأميركي والبريطاني». واستعرض مسرح العمليات العسكرية الذي يمتدّ من البحر الأحمر حتى الأراضي الفلسطينية المحتلة، معلناً أن «القوات المسلحة اليمنية ستكتب المقدّمات الضرورية للتاريخ المعاصر». وبالتزامن، توعّد وزير الدفاع في حكومة صنعاء، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، بأن ردّ القوات المسلحة على الاعتداء الأميركي على منتسبي القوات البحرية سيكون قاسياً ومتمكناً من مكامن الوجع والألم، وبأساليب قتالية فوق احتمالهم وحساباتهم العسكرية». وأتى ذلك فيما كشفت مصادر عسكرية في العاصمة، لـ«الأخبار»، أن «قوات صنعاء رصدت سفناً حربية دولية تعيد تمركزها في شمال البحر الأحمر وجنوبه، وفقاً لخطة انتشار جديدة، وهو ما يعكس قرب انتهاء الاستعدادات الأميركية والبريطانية لشن ضربات عسكرية ضد قوات صنعاء».
في هذا الوقت، وبإيعاز أميركي - بريطاني، أصدر «المجلس الرئاسي» الموالي للتحالف السعودي - الإماراتي بياناً سياسياً تبرّأ فيه من الهجمات التي تشنّها قوات صنعاء على السفن الإسرائيلية، ووصفها بالأعمال التي «تقوّض الأمن البحري وتعرّض الملاحة الدولية للخطر»، وهو ما أثار سخط العشرات من الناشطين الموالين لـ«الرئاسي»، والذين اعتبروه داعماً لأعمال عدائية ضد اليمن، وقوبل برفض نائب رئيس البرلمان الموالي لـ»التحالف»، عبد العزيز جباري، الذي أكد رفضه المطلق «لشرعنة أيّ عمليات عسكرية ضد اليمن»، وأكد أن الموقف الذي تبنّته حركة «أنصار الله» ضد إسرائيل موقف جامع، داعياً اليمنيين الموالين لـ»التحالف» إلى دعم قرار منع مرور سفن الكيان نصرةً لفلسطين.
لكن رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي»، عيدروس الزبيدي، كرّر عرضه على تل أبيب وواشنطن القيام بدور بارز في حماية المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مقابل دعم مشروع انفصال الجنوب الذي ترعاه الإمارات، زاعماً في كلمة أمام «مجلس العموم» الذي شكله برعاية أبو ظبي الأسبوع الماضي، أن عمليات صنعاء البحرية ضد الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر «تهدّد الأمن الغذائي الجنوبي». وفي الوقت ذاته، عرضت ميليشيات طارق صالح في الساحل الغربي قوارب عسكرية بحرية تجوب سواحل الخوخة ومناطق قريبة من جزيرة حنيش في مهمة لحماية سفن الكيان الإسرائيلي. وأثار ذلك سخطاً شعبياً واسعاً، دفع صالح إلى تبرير الانتشار بأن هدفه حماية السواحل اليمنية والجزر.
من ناحية ثانية، أعلنت شركة «ميرسك» الدنماركية العملاقة للشحن أن سفنها، التي كان من المقرر أن تعبر البحر الأحمر، ستحوّل مسارها نحو رأس الرجاء الصالح في إفريقيا، مشيرة إلى أن «كل المعلومات المتوافرة تؤكد أن الخطر الأمني (في البحر الأحمر) يبقى عند مستوى مرتفع بشكل ملحوظ».