يكثّف العدو ضرباته في بقع جغرافية ربطاً باعتبارات تمتد من الخلافات الداخلية حول غزة، مروراً بالضربات النوعية التي يوجهها حزب الله وآخرها ضرب قاعدة ميرون الجوية في عمق نحو 8 كلم داخل الأراضي المحتلة، وصولاً إلى النقاش الذي لا يُغلق حول شروط عودة المستوطنين إلى الشمال بعد إبعاد حزب الله خلف الليطاني أو قبل ذلك.وتوقّف الإسرائيليون كثيراً عند قصف حزب الله لقاعدة ميرون بـ62 صاروخاً، باعتبارها محاولة منه لأن «يفقأ عيون الدولة في الشمال»، ما عُدّ «تمهيداً لهجوم جوي عبر وسائل جوّالة»، وخصوصاً أن حزب الله اعتبر الضربة «رداً أولياً» على اغتيال الشهيد الشيخ صالح العاروري. كما أن ذلك الهجوم أتى بعد عملية إعماء ممنهجة لجيش الاحتلال على طول السياج البري الفاصل مع فلسطين المحتلة وضرب مرصده البحري في قبالة الناقورة أهم مرصد جوي في الشمال.
وقال الإعلام العبري إن قاعدة المراقبة الجوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في ميرون تعرّضت لأضرار نتيجة للهجوم الصاروخي الذي شنّه حزب الله. وبدأ جيش العدو تحقيقاً في الحادث، في محاولة للتحقّق من كيفية الحد من حوادث من هذا النوع وما إذا كان من الممكن منع وقوع الإصابات.
إلى ذلك استعر النقاش داخل إسرائيل حول مستقبل مستوطني الشمال، وسط تقدير غير متفائل بشأن التحرك الدبلوماسي المرتقب، لكن يبدو أن العدو «يفكر» بعملية عسكرية في الشمال، وهو يحاول توفير شرعية شعبية لها من خلال لوبيات سكان الشمال. لكن وخلافاً للخطاب العام والإعلامي في إسرائيل، لا يرى مستوطنو الشمال أن عودتهم مشروطة بحرب واسعة ضد حزب الله. وبحسب تقرير صادر عن «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب، تبيّن أن «الحل المطلوب، ينبغي أن يشمل عمليات عسكرية شديدة في شكل القتال الحالي وتحسين كبير في مُركبات الأمن في المنطقة وخاصة في مجال التحصينات، إلى جانب عملية سياسية تقود إلى إبعاد متفق عليه لناشطي حزب الله عن الحدود».
وأيّد 29% من مجمل المستوطنين و18% من مستوطني حيفا و16% في الشمال القيام بعمليات هجومية من دون التدهور إلى حرب إقليمية، واعتبروا أنه في حال حدوث حرب إقليمية يتعيّن على إسرائيل إقامة شريط أمني في جنوبي لبنان.
وفيما قال موقع «والا» العبري إن عدد عمليات حزب الله بات كبيراً في الشمال، وأعداد الإصابات باتت كبيرة جداً، والمسؤولين لا يسمحون بنشر الإحصائيات، فيما مستشفيات صفد تعمل على مدار الساعة وتستقبل عشرات الإصابات يومياً.