لا يوجد منجز إسرائيلي جزئي، يمكن له أن يؤثّر على المشهد الميداني الكلّي
أمّا عن مصنع الصواريخ الذي يضخّم العدو إنجازه فيه، وعلى رغم أن المعلومات التي ينشرها الاحتلال حتى اللحظة لا تقدّم تفاصيل واضحة، فإنه ليس غريباً على قوات الجيش المؤلّلة الوصول إلى مكان كهذا. غير أن المبالغة الجارية بخصوصه تقفز عن الواقع القائم، وعنوانه أن الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تمتلك العشرات من ورش التصنيع، وبأن طريقة عملها تأخذ طابع توزيع المقدّرات على مساحات أفقية متباعدة، لا تركيزها في مكان واحد.
وبالانتقال إلى الإعلانات المستمرّة لجيش العدو، عن ضبط فتحات أنفاق، فالأكيد أنه يتعرّض في أكثرها لكمائن محكمة. وهنا، يحضر السؤال: ماذا تعني فتحة نفق؟ باختصار، هي ثغرة يحفرها المقاومون بشكل آني، من خط النفق الرئيسيّ، في موقع يكونون فيه خلف خطوط العدو، ويستخدمونه لمرّة واحدة لتنفيذ مهمّة سريعة، ثم يعاودون ردم الجزء السفلي من الخط المتشعّب الممتدّ. وفي هذا الإطار، يؤكد مصدر ميداني أن "ضبط أيٍّ من فتحات الأنفاق، لا يقود بالضرورة الجنود إلى السيطرة على امتداد نفق طويل".
ويعني ما تقدّم، أنه لا يوجد منجز إسرائيلي جزئي، يمكن له أن يؤثّر على المشهد الميداني الكلّي، إذ يقول مصدر في المقاومة: "ضُبطت ورشة تصنيع، هناك عشرات غيرها. ضُبط نفق، هناك مدينة تعمل تحت الأرض. قُتل قائد ميداني، هناك المئات الجاهزون ليغطّوا الشاغر الذي يتركه. هذه معركة استنزاف، دائماً هناك خطّة بديلة فيها".