بغداد | أظهرت الهجمات الأخيرة التي شنّتها «المقاومة الإسلامية في العراق»، أنّ نطاق أهدافها آخذ في التوسع، وكذلك أسلحتها المستخدمة، وآخرها ما ظهر قبل أيام أثناء استهداف مدينة حيفا بواسطة صاروخ يُطلق للمرّة الأولى، يُعرف بـ«الأرقب»، وهو من نوع «كروز» بعيد المدى. وتفيد مصادر في «المقاومة الإسلامية»، «الأخبار»، بأن فصائلها استطاعت تسليح نفسها في السنوات الخمس الماضية، حتى باتت تمتلك صواريخ قد توازي واحداً من طراز «إم 90»، وأخرى عابرة للحدود، ومسيّرات ذكية أدخلتها حديثاً في هجماتها ضد القوات الأميركية في سوريا والعراق. وتندرج الضربات التي نفذتها الفصائل ضدّ مواقع عسكرية أميركية، وتلك التي استهدفت الجولان السوري المحتل وحيفا وإيلات (أم الرشراش) ومستوطنة «إلياد» ومنصة حقل «كاريش» الإسرائيلي للغاز، في دائرة الاشتباك البعيد، فيما الهدف الرئيس منها الضغط على إسرائيل من أجل وقف الحرب على قطاع غزة. لكن في ظلّ المتغيّرات الحالية، فإن احتمالات التصعيد بين القوات الأميركية و«المقاومة الإسلامية» تبقى واردة، وهو ما يفسّر الاستعداد لسيناريوات أخرى. وفي هذا الإطار، تتحدّث مصادر في المقاومة عن أن «جميع الفصائل مستعدّة لما هو أصعب، وجميع الخيارات واردة، ولا سيما المعركة المفتوحة مع العدو، أينما كان داخل العراق أو خارج حدوده». وتضيف أن «هناك صواريخ لم تستخدمها المقاومة في المنازلات ضد القوات الأميركية، وقد ترى بعض الصواريخ المتطوّرة النور في عملياتنا الهجومية ضد أميركا وإسرائيل، وهذا ما سيفاجئهما»، متابعةً أن «العمليات قد تتصاعد وقد تأخذ حيزاً أكبر من الجغرافيا، وخصوصاً بعد عودة التنسيق ميدانياً مع أطراف محور المقاومة في لبنان وفلسطين». وتؤكد أن «أهداف المقاومة القادمة كثيرة، وقد تكون مشاركتنا قريبة في ساحات أخرى غير العراق»، محذّرةً من أن «أيّ تهديد أو خطر على المحور ستدفع الولايات المتحدة ثمنه باهظاً».
الاستفزاز الأميركي بالإعلان عن رفض الانسحاب، قد يرفع وتيرة ضربات المقاومة


من جانبه، يلفت القيادي في «الحشد الشعبي»، علي حسين، إلى أن «الفصائل العراقية لم تُخفِ علاقتها بالهجمات التي تستهدف القواعد الأميركية وحتى المواقع الإسرائيلية في البحر المتوسط وغيره، والتي جاءت وفقاً لتنسيق مشترك مع أطراف محور المقاومة في المنطقة»، محتملاً «خوض معركة شاملة إلى حين هزيمة الاحتلال من بلدنا، وإجبار الكيان الصهيوني على وقف جرائمه في غزة». ويقول حسين، لـ«الأخبار»، إنّ «المقاومة تنتظر الوقت المناسب لخوض معركة أوسع، وشنّ هجمات مؤثرة ضدّ إسرائيل، وخاصة أن هناك نية لإسناد جبهات المقاومة الأخرى سواء كانت في لبنان أو اليمن». ويؤكد أن «التحرك الديبلوماسي في النطاقَين الحكومي والبرلماني، لإنهاء التواجد الأميركي على الأراضي العراقية، لن ينهي دور المقاومة العسكري في تنفيذ ضربات محورية كتلك التي شنتها الفصائل سابقاً في تل أبيب وغيرها من المساحات المحتلة من قبل الكيان الصهيوني». ويوضح أنّ «التوجه القادم هو التعامل وفقاً لاستراتيجية المواجهة على عدة محاور، والتمهيد لذلك كان منذ بداية الحرب على غزة».
وفي السياق نفسه، يرى الخبير الأمني، علي الموسوي، أن «تنسيق المواقف بين أذرع المقاومة المتمركزة في الساحة الإقليمية، يدلّل على أن المقاومة العراقية راغبة في تسجيل نشاطها خارج العراق». ويعتقد أن «الفصائل جميعها واعية لخطورة الحرب، لكن إصرارها على توسيع رقعة المواجهة قد يحتّم عليها تحمّل تبعات خطواتها التصعيدية ضد القواعد الأميركية أو إسرائيل». ويلفت الخبير الأمني إلى أن «هناك استفزازاً أميركياً من خلال الإعلان عن رفض الانسحاب، وهذا قد يرفع من وتيرة الضربات، إلى جانب منح المقاومة الشرعية أمام الحكومة العراقية التي تسعى إلى إمساك العصا من الوسط للحفاظ على الاستقرار»، معتبراً أن «الاستعداد العسكري لدى المقاومة هو لأجل الضغط على رئيس الحكومة لتنفيذ قرار خروج القوات الأميركية من دون رجعة». وكان أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن العراق يريد خروجاً سريعاً ومنظّماً للقوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من أراضيه عن طريق التفاوض. لكنه لم يحدد موعداً نهائياً، ووصف، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، وجود تلك القوات بأنه مزعزع للاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية لحرب غزة.