القاهرة | حذّرت مصر، أمس، الولايات المتحدة وبريطانيا من اتساع دائرة الحرب بعد العدوان على اليمن، مؤكّدة أن مثل هذه الضربات - حتى لو جرى التعهد بعدم تكرارها -، فإنها لن تؤدي فقط إلى اتساع دائرة الحرب، وإنما ستعرّض المصالح الاقتصادية لدول المنطقة للخطر. وأتى هذا التحذير في خلال اتصالات بين مسؤولين استخباراتيين من القاهرة وواشنطن ولندن والمنامة، بالإضافة إلى مسؤولين آخرين من عدة عواصم أوروبية، وذلك بعدما أُبلغت القاهرة، مساء الخميس، بالضربات الجوية التي ستُنفذ ضد اليمن، والتي لاقت اعتراضها. وفي السياق نفسه، دعت الخارجية المصرية إلى «تكاتف الجهود الدولية والإقليمية لخفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة». وأشارت إلى أن هذه «التطورات الخطيرة والمتسارعة» هي «نتيجة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة»، مشدّدة على «حتمية الوقف الشامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب القائمة ضد المدنيين الفلسطينيين، لتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار».وترافقت التحذيرات المصرية مع إعلان رئيس هيئة «قناة السويس»، الفريق أسامة ربيع، عن تراجع عوائد القناة بالدولار بنحو 40% منذ بداية عام 2024، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، وسط توقعات بتأثيرات سلبية أكبر خلال الأسابيع المقبلة، مع قرار عدة شركات كبرى استخدام طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من «السويس». وقال ربيع إن حركة الملاحة في «قناة السويس» «منتظمة من الاتجاهين، ولا صحة لما يتردد في الأوساط الملاحية بخصوص أي توقيف للملاحة جراء التطورات في باب المندب».
وكانت مصر أُبلغت رسمياً بأن هناك سفناً أوروبية ستصل إلى المنطقة قبل مطلع آذار المقبل، للمشاركة في عملية تمشيط للمنطقة البحرية ومساعدة السفن العابرة في حال احتياجها إلى مساعدات عسكرية في أي وقت، من دون الانخراط في عملية «حارس الازدهار». لكن، في هذا الوقت، يعوّل مسؤولون مصريون على جهود الوساطة لتجنب التصعيد العسكري بين «أنصار الله» والدول المشاركة في التحالف المذكور. وفي هذا الإطار، فتحت مصر قنوات اتصالات مع أطراف عدة من أجل التشديد على الالتزام بضبط النفس وعدم الانجرار إلى مواجهات عسكرية مفتوحة سواء تجاه السفن العابرة في البحر أو تجاه المصالح الأميركية، في حين أبلغت المنامة، القاهرة، أنها عزّزت من إجراءاتها الأمنية حول مصالح أميركية قد يجري استهدافها من قِبل «أنصار الله».
ووفق مصدر مصري تحدّث إلى «الأخبار»، فإن مصر عبّرت عن مخاوفها على عدة مستويات، وحذّرت من مغبّة اتساع دائرة الصراع في غزة لتشمل دول المنطقة، الأمر الذي سيعقّد الأمور، في وقت طلب فيه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال زيارة الأخير للقاهرة، ممارسة مزيد من الضغوط على إسرائيل لوقف عدوانها على القطاع. وبحسب المصدر، فإن الاتصالات التي جرت بحثت الأضرار التي تعرّضت لها سلسلة الإمدادات العالمية مع إرجاء عمليات شحن بحرية إلى حين اتضاح الرؤية، والارتفاع المطّرد في تكلفة الشحن، سواء بسبب عمليات التأمين أو سلوك طريق أطول بديل من «قناة السويس»، وسط مخاوف من تأثر إمدادات الغاز الأميركية على خلفية الاضطرابات الحالية.