بعد مئة يوم، ما زالت إسرائيل عاجزة عن حل مشكلة حزب الله في الشمال. والتركيز يبدو بحسب صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية أعمق، ويتعلق بفشل الاستخبارات والدفاع، بسبب الغطرسة في التفكير، وحيث يتصرف العدو مع الجبهة في لبنان بصورة مختلفة. ويعتبرها رئيس أركان الجيش تسيبي هاليفي أنها أصبحت منطقة قتال وستظل هكذا طالما عمل حزب الله انطلاقاً منها. وعليه، لم تلقَ الأفكار التي طُرحت في الأيام الأخيرة حول إمكانية عودة المستوطنين إلى المستوطنات الإسرائيلية التي تبعد 3.5 كلم عن لبنان بعد «تقليص الخطر» القادم عبر الحدود، أيّ تجاوب من المستوطنين، وقال رئيس بلدية كريات شمونة إنه «ما لم يحدث تغيير في الوضع الأمني في الشمال، لن يعود السكان إلى المدينة». فيما أعلنت سلطات الاحتلال أن التكلفة التقديرية لإخلاء 70 ألف مستوطن من الحدود مع لبنان تبلغ حوالي 40 مليون دولار (150 مليون شيكل) يومياً.وربطاً بالعمليات اليومية التي تقوم بها المقاومة على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية إنه «من أسبوع إلى آخر، يصبح الطريق الشمالي في الجليل هو الأخطر، المزيد والمزيد من الجدران ترتفع بطول 14 متراً على الطريق بين كريات شمونة والمطلة». ورغم هذه التحصينات، قال وزير الحرب الأسبق أفيغدور ليبرمان، إن «حكومة الحرب فقدت الشمال، ما يحدث مع حزب الله هو الخروج على القانون من الدرجة الأولى». ورأى أنه» إذا لم نعد إلى رشدنا بسرعة، فسنفقد السيطرة على الأجزاء الاستراتيجية لأمن إسرائيل».
وفي السياق ذاته، قال الخبير في شؤون حزب الله ورئيس قسم العلاقات الدولية في الجامعة العبرية دانيال سوبلمان، إنه» بغطاء من الردع المتبادل، فرض حزب الله علينا قواعد لعبة امتلك خلالها أسلحة لم يتخيّل أحد أنهم سيمتلكونها.. صواريخ دقيقة بهامش خطأ عدة أمتار.. وهذا أمر مغيّر للعبة».
المستوطنون لا يعودون إلى الشمال وخسارة 40 مليون دولار يومياً


وأمس الأحد، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إغلاق 13 مفترقاً وطريقاً في الجليل الأعلى بناءً على تقييم أجراه بسبب الوضع الأمني، فيما اعترف بسقوط قتيلين جراء إطلاق صواريخ مضادة للدروع من لبنان باتجاه « كفار يوفال»، أحدهما جندي في فرقة الطوارئ العسكرية، فيما أعلن مستشفى «رمبام» في حيفا استقبال 5 جنود مصابين من جيش العدو جراء اشتباكات مسلحة وقعت عند الحدود مع لبنان خلال اليومين الأخيرين. واعتبر معلّقون إسرائيليون أن استمرار حزب الله في ضرب منازل المستوطنين في الشمال بالصواريخ المضادة، يشكل تهديداً مباشراً. هذا التهديد كان سمة الأيام الأخيرة، إذ واصل حزب الله استهداف المستوطنات الشمالية وتحقيق إصابات دقيقة في التجهيزات والأرواح، رغم تكتم سلطات الاحتلال على خسائرها.
واستهدف حزب الله أمس، مرابض ‏مدفعية العدو في خربة ماعر، وتجمعاً للجنود الإسرائيليين في محيط موقع المرج، والتجهيزات التجسسية المستحدثة في محيط موقع المطلة، وقوة عسكرية معادية في مستوطنة كفر يوفال، وموقع بركة ريشا، وتجمعاً لجنود العدو في محيط موقع حدب يارون، وموقع العاصي، وأسقط محلّقة ‌‏تابعة للعدو الإسرائيلي فوق مروحين بالأسلحة المناسبة. ‏‏
ومساءً، نفذ طيران العدو غارات على كفركلا وأطراف صديقين، إضافة إلى مرتفعات إقليم التفاح والريحان ومرتفعات عقماتا والتنَس، ومحيط جبل صافي ومليخ من دون تسجيل وقوع إصابات في الأرواح.
وليل السبت - الأحد، تسلل عدد من المقاومين إلى مزارع شبعا المحتلة، وقال الإعلام العبري إنهم خططوا للتسلل وإطلاق صواريخ مضادة للدبابات من مسافة قريبة، ثم الهروب عائدين إلى لبنان، قبل أن يقتل جيش العدو المقاومين الذين بلغ عددهم 3، فيما أُصيب 5 من جنود العدو بجروح. لاحقاً، تبنّت «كتائب العز الإسلامية»، في بيان، اختراق الشريط الحدودي في مزارع شبعا المحتلة، حيث اشتبكت مع دورية للعدو الصهيوني قرب موقع رويسات العلم من المسافة صفر وحققت فيها إصابات مؤكدة. ولفتت إلى أنّ «هذه العملية رد على اغتيال الشهداء: الشيخ صالح العاروري وسمير فندي وإخوانهم في بيروت، ورسالة للعدو كي يوقف حربه المجرمة على فلسطين ولبنان، ورسالة لأهلنا في غزة وكتائب القسام بأن نحن منكم وأنتم منا؛ نحارب من حاربتم ونسالم من سالمتم».