بغداد | شنّت إيران، فجر أمس، هجوماً بالصواريخ الباليستية على قاعدة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» في أربيل شمالي العراق، أدّى إلى مقتل رجل الأعمال الكردي، بيشرو دزيي، المعروف بعلاقاته مع إسرائيل ونجله. ويأتي هذا التطور في ظل عودة المحاولات لاستخدام كردستان العراق ضد طهران، مع توسّع المواجهات المرتبطة بحرب غزة، ولا سيما في ما يخص جبهة المساندة العراقية. وجاء في بيان لـ«الحرس الثوري الإيراني» أنه «رداً على الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الأعداء ضد الجمهورية الإسلامية، نعلن استهداف مقرات الجواسيس والتجمعات الإرهابية المناهضة لإيران في أجزاء من المنطقة في منتصف الليل بعدد من الصواريخ الباليستية وتدمير الأهداف». وأوضح الحرس، في بيانات لاحقة، أنه استهدف بصواريخ باليستية «مقار تجسّس وتجمّع الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران في المنطقة»، مؤكّداً تدمير «مقر لجهاز الموساد الصهيوني في أربيل» في إقليم كردستان، وتجمّعات لتنظيم «داعش» في سوريا. ونقلت شبكة «رووداو» الإعلامية الكردية عن مراسلها في أربيل، أن دزيي وابنه قُتلا جراء استهداف منزلهما على طريق أربيل - صلاح الدين بأربعة صواريخ. ومعروف عن الرجل علاقته بـ«الموساد» الإسرائيلي وتوفيره مقرات للجهاز ضمن ممتلكاته. وأوضحت الشبكة أن «الهجمات استهدفت القنصلية الأميركية في أربيل ومطار أربيل الذي تتواجد فيه قوات التحالف الدولي، حيث تم توجيه 5 صواريخ ومُسيّرات من جهات مختلفة».وبحسب مصدر أمني، فإن «نوع الهجوم مختلف عمّا سبقه، ونُفّذ بعدّة مُسيّرات وصواريخ باليستية بعيدة المدى، تم توجيهها من مناطق محاذية للعراق». وكانت طهران قد طالبت بغداد مراراً بوقف نشاط «الموساد» ضدها، والذي ينطلق من أراضي كردستان العراق، وكذلك نشاط المعارضة الكردية الإيرانية. ورغم نوعية الهدف وارتباطه بإسرائيل، إلا أن الهجوم أثار استياء في العراق، حيث استدعت وزارة الخارجية في بغداد سفيرها في طهران للتشاور. كما نقلت وكالة الأنباء العراقية عن رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، قوله إن الضربة الإيرانية في أربيل «عدوان صريح» على العراق وتطور خطير يقوّض العلاقات الثنائية القوية.
«التنسيقي»: يجب في هكذا مواضيع أن يكون هناك تنسيق دبلوماسي عالٍ بين الدولتين


من جهته، يعتبر القيادي في «الإطار التنسيقي»، عائد الهلالي، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «موضوع استهداف أربيل محزن. وتعرّض السيادة العراقية للانتهاك يشكل خطراً كبيراً على البلاد»، مضيفاً أنه «يجب في هكذا مواضيع أن يكون هناك تنسيق دبلوماسي عال بين الدولتين، وألا يكون هناك اعتداء من قبل أي دولة، سواء أكانت إيران أم أميركا أم تركيا، لأنه يعرّض أمن الدولة لخطر وهذا ما لا نريده. ونحن نريد أن نؤسّس شراكات مع جميع دول المنطقة، بغضّ النظر عن توجهاتها. ويجب أن يكون هناك قرار عراقي باتخاذ إجراءات ضد أي تواجد على أراضي العراق، وغير مسموح لأي دولة أن تتصرّف نيابة عن الحكومة العراقية. والقوات الأمنية لديها الاستعداد التام لأخذ دورها، ولا نحتاج إلى قرار خارجي ليرسم سياسة العراق ومشهده الأمني». ويضيف: «لا نعتقد بأن هناك تواجداً للموساد مصرّحاً به من قبل إقليم كردستان، وليس هناك دليل يثبت ذلك، وبالنتيجة الضحايا كانوا عوائل كردية معروفة في الإقليم، ويجب ألا تتكرّر مثل هكذا تصرفات مستقبلاً».
أما القيادي في «الحزب الديموقراطي الكردستاني»، ريبين سلام، فيقول إن «مبرّرات إيران بشأن قصفها لأربيل، تخالف المنطق تماماً. فكيف يكون ثمة جواسيس أو مخابرات عندنا ونحن في حسابات الإيرانيين أصدقاء لإسرائيل ولسنا أعداء؟». ويضيف، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «الهدف من كل هذا هو جرّ الإقليم إلى نزاع في المنطقة، نحن لا نريد أن نكون جزءاً منه، لكنهم عنوة يريدون أن يشعلوا النار في المنطقة والعراق. وفي المقابل هناك أطراف في العراق يفتحون أحضانهم لهذه المسألة، ولكن الإقليم لا يريد أن يفتحها بل يريد أن يبعد كرة النار عنه».