القاهرة | تفقّد عسكريون أميركيون الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، في زيارة لم يُعلن عنها، على رغم أنها امتدّت لعدّة ساعات، ورافقتهم خلالها قوات عسكرية مصرية. وأتى ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش المصري إحباط ما سماها «عملية تهريب مخدّرات» عبر منفذ «العوجة» الحدودي، ومقتل مهرّب والقبض على 6 آخرين، وبدء التحقيقات معهم في القضاء العسكري. ولكن تلك الزيارة، وفق ما تفيد به مصادر «الأخبار»، لا تتعلّق بالحدث المذكور، بل جاءت بناءً على تنسيق مسبق بين القاهرة وواشنطن، على خلفية تكرار الأحاديث الإسرائيلية عن وجود أنفاق تربط بين قطاع غزة ومدينة رفح المصرية، تُستخدم في إدخال أسلحة وخروج بعض المطلوبين من قيادات «حماس».وهدفت الزيارة، في ما يبدو، إلى التحقّق من التزام القاهرة بتأمين الشريط الحدودي، كما نصّت عليه اتفاقية «كامب ديفيد» و«المُلحق الأمني» الموقّع في شأن محور صلاح الدين (المعروف بمحور فيلادلفيا). وتتمسّك مصر برفض إحداث أيّ تغيير يطاول الوضع الأمني الخاص بالمحور، بحسب المصادر التي أشارت إلى أن أحد أهداف الزيارة العسكرية الأميركية، «إبقاء الوضع من دون تغيير إلى حين انتهاء الحرب، وبحث ترتيبات الوضع على الشريط الحدودي في إطار ترتيبات أمنية وإقليمية أوسع».
تتمسّك مصر برفض إحداث أيّ تغيير يطاول الوضع الأمني الخاص بمحور صلاح الدين


وتزامنت زيارة العسكريين الأميركيين للشريط الحدودي، مع مشاركة وزير الدفاع محمود ذكي، ورئيس الأركان أسامة عسكر، وقادة عسكريين آخرين، في لقاء عُقد في إطار «المتابعة المستمرّة لمنظومة العمل داخل القوات المسلحة»، أعلن خلاله زكي استعداد الجيش «لتنفيذ أيّ مهام تُسند إليه تحت مختلف الظروف، إلى جانب دوره الداعم لمسيرة تنمية وبناء الدولة المصرية الحديثة». ووفق مصدر رئاسي تحدّث إلى «الأخبار»، فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي أجرى مشاورات غير معلنة مع وزير دفاعه، وعدد من القادة العسكريين في شأن الوضع على الحدود والاتصالات والتنسيقات الجارية على المستوى الأمني، حيث أفادت التقارير باستقرار الوضع بشكل «شبه كامل»، وعدم تسجيل «أيّ خروقات جوهرية».
وجاء ذلك فيما استقبل وزير الخارجية، سامح شكري، كبيرة منسّقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاغ، التي زارت رفح والعريش، أمس، وسط مطالب مصرية بضرورة ممارسة كلّ أنواع الضغوط من أجل إدخال المساعدات بشكل أكبر إلى القطاع.