المقاومة وجيش الاحتلال يعيدان تكرار ديناميات الأيام الأولى من الحرب البرية
الزخم الميداني للمقاومة في المنطقتين الجنوبية والوسطى من القطاع، لم يتراجع هو الآخر، على رغم كثافة الأحزمة النارية واعتماد سياسة تدمير المربعات السكنية بالديناميت. هناك، أعلنت «القسام» تدمير دبابة «ميركافا» كان يقف بجانبها جنديان، بقذيفة «الياسين 105»، ما تسبّب بمقتلهما على الفور. كما أكّدت تدمير ثلاث دبابات بقذائف «الياسين 105» وعبوات «شواظ» في المحور نفسه. كذلك، شهدت مخيمات المنطقة الوسطى نشاطاً ميدانياً لافتاً للمقاومة، وتحديداً لقوات المدفعية، حيث أعلنت كل من «كتائب القسام» و«سرايا القدس» استهداف الآليات الإسرائيلية وتحشّدات الجنود بالعشرات من قذائف الهاون، فيما استهدف مقاومو «القسام» دبابة بقذيفة «الياسين 105». بدورها، وزّعت «سرايا القدس» مقطعاً مصوّراً ظهر فيه مقاوموها وهم يقصفون تحشّدات الجنود بصواريخ «107» قصيرة المدى، بالإضافة إلى صاروخ «بدر 1» الثقيل، المحلي الصنع. وحتى اللحظة، لا تشير وقائع الميدان إلى أن أياً من محاور القتال في شمال القطاع وجنوبه، في طريقه إلى الهدوء، إذ إن كلاً من المقاومة وجيش الاحتلال، يعيدان تكرار ديناميات الأيام الأولى من الحرب البرية، في زخم آخذ في التصاعد يوماً بعد آخر، بعد أسبوعين من الهدوء النسبي في المناطق الشمالية من القطاع تحديداً.
العين على رفح
تكرّر الحديث في وسائل الإعلام العبرية، خلال الأيام الماضية، عن محور فيلادلفيا، وهو شريط حدودي يفصل بين قطاع غزة وأراضي شبه جزيرة سيناء المصرية، يتجاوز طوله 15 كيلومتراً بقليل، وتلتقي في المنطقة الشرقية منه، حدود القطاع بمصر بالأراضي المحتلة عام 1948. ويرى القادة العسكريون الإسرائيليون أنه لا توجد أي قيمة للجهد العسكري الذي بُذِل خلال الحرب، من دون إعادة تهيئة هذا المحور، لجهة إقامة جدار تحت أرضي، شبيه بالذي أقيم على طول الحدود الشرقية للقطاع. على أن المعضلة التي تعترض تحقيق هذا الهدف، هي حاجته إلى وقت طويل؛ ففيما استغرق بناء 40 كيلومتراً من الحدود الشرقية مع القطاع خمس سنوات، يُقدّر مصدر في المقاومة بأن إنجاز هكذا مشروع، بحاجة إلى عامين على الأقل. كما يتطلّب ذلك تحويل مدينة رفح التي نزح إليها نحو مليون فلسطيني، إلى مسرح كبير لعملية عسكرية شاملة، تضمن تأمين الوحدات الهندسية. وفيما بدأ العدو بشن غارات على المناطق الشرقية من المدينة، سيحدّد المسار السياسي الذي يخوض العدو مع أطراف إقليمية برعاية أميركية، مستقبل الحرب برمّتها، في حين أن اللجوء إلى بناء الجدار، من الجانب الفلسطيني، يعني أن أمد الحرب سيطول لأعوام.