على أن التوجه الأميركي إلى إطالة أمد الحرب مع صنعاء، كان متوقّعاً من قبل قيادة «أنصار الله»، التي أعلنت عن «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس» ضد الوجود العسكري الأميركي في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، مطلع الشهر الجاري. وتقول مصادر عسكرية في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن الخيارات مفتوحة للمواجهة في ضوء الاعتداءات الأميركية السابقة والمحتملة، وإن التوجّه العدائي الأميركي لن يثني القوات البحرية اليمنية عن القيام بدورها المرسوم في تشديد الحصار على الكيان الإسرائيلي. وتشير المصادر إلى أن صنعاء منعت فعلياً حتى الآن مرور سفن أميركية من البحر الأحمر وخليج عدن، ولكنها ستغلق البحر الأحمر تماماً في وجه الملاحة الأميركية رداً على التصعيد الأميركي الأخير. ووفقاً للمصادر، فإن هذا التصعيد يعكس حالة التخبط والفشل، ويؤكد وجود نزعة انتقامية لدى إدارة بايدن بعد تعرّض قواتها لأكثر من انتكاسة في البحر الأحمر.
استهدفت قوات صنعاء سفينة الشحن العسكرية الأميركية «أوشن جاز» في خليج عدن
وجاء إقرار توجيه عملية عسكرية واسعة ضد اليمن، بحسب «واشنطن بوست»، في أعقاب فشل البحرية الأميركية في العثور على اثنين من عناصرها في جنوب البحر الأحمر، وإعلان القيادة المركزية الأميركية، أمس، وفاتهما بعد محاولتهما اقتحام سفينة صومالية كانت تنقل شحنة أسلحة إلى حركة «أنصار الله». وأثار ذلك سخرية في صنعاء التي استغربت سعي واشنطن لتشويش الرأي العام الأميركي، وربط عمليات القوات اليمنية بإيران والدعم الإيراني. وكانت البحرية الأميركية قد أعلنت، في الأيام الماضية، تمكّنها من إحباط شحنات تهريب سلاح، قالت إنها إيرانية وكانت متّجهة نحو السواحل اليمنية الغربية. وزعمت أن الصواريخ والأسلحة التي أحبطت تهريبها، من النوع نفسه الذي تستخدمه قوات صنعاء البحرية في مهاجمة السفن في البحر الأحمر. وعلى رغم خطورة الحدث في ظل تصاعد التوتر العسكري في المنطقة، إلا أن القيادة المركزية الأميركية لم تكشف بالصوت والصورة عملية الاعتراض. ويرى مراقبون أن هذه الرواية الأميركية تأتي في إطار الدعاية التي تستخدمها واشنطن منذ تسع سنوات لإلصاق أيّ أعمال تنفّذها قوات صنعاء بإيران، فيما الملاحظ أيضاً أن واشنطن استندت إلى مصادر إقليمية قد تكون إماراتية أو بحرينية، تحدّثت عن وجود خبراء وقيادات من الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» في اليمن، يديرون العمليات العسكرية ضد السفن الإسرائيلية والأميركية. والغرض من ذلك، بحسب المراقبين، انتقال واشنطن من العمليات العسكرية إلى الاغتيالات الداخلية، تحت ذريعة وجود خبراء إيرانيين.
وكانت مصادر غربية قد أشارت إلى أن «أنصار الله» ترغب في توسيع ترسانتها العسكرية والحصول على إمدادات إيرانية لمواصلة استهداف سفن الملاحة في البحر الأحمر، وتوسيع المواجهة في الشرق الأوسط. وذكرت المصادر أن المسؤولين الأميركيين قاموا، على مدى الشهر الماضي، بتحليل معلومات عن خطط «الحوثيين» لتصعيد الهجمات، بما في ذلك محاولاتهم شراء الأسلحة اللازمة. في هذه الأثناء، واصلت صنعاء استهدافها السفن الأميركية، وأعلن المتحدث باسم قواتها، العميد يحيى سريع، تمكّن القوات البحرية اليمنية من تنفيذ عملية عسكرية، استهدفت سفينة الشحن العسكرية الأميركية «أوشن جاز» في خليج عدن، بصواريخ بحرية مناسبة.