ثمّة مخاوف من مخطط إسرائيلي لدفع النازحين في غرب خانيونس إلى رفح
وبحسب وزارة الصحة، فإن الوضع الطبي والمعيشي في «مستشفى ناصر»، «كارثي جداً»، حيث يفترش المئات من الجرحى الأرض، فيما تتسبّب صعوبة تحرك سيارات الإسعاف نتيجة استهدافها المستمر، باستشهاد الجرحى قبل وصولهم إلى المستشفى. كذلك، قالت «الصحة» إن المواطنين اضطروا لدفن 40 شهيداً في مقبرة جماعية في باحة المستشفى، بعدما تعذّر عليهم الوصول إلى مقبرة المدينة التي عاثت فيها دبابات الاحتلال خراباً. أما في المنطقة الغربية، فاقتحم جنود الاحتلال «مستشفى الخير» واحتجزوا الطواقم الطبية. ووفقاً لإحصائيات أولية نشرتها «الصحة»، فإن قوات الاحتلال ارتكبت أكثر من 19 مجزرة، تسبّبت بإصابة واستشهاد نحو 200 نازح. كما أعلنت «جمعية الهلال الأحمر» أن الدبابات الإسرائيلية حاصرت «مستشفى الأمل»، ومنعت الطواقم الطبية من التحرك لانتشال الشهداء والجرحى، فيما انقطع التواصل تماماً مع العاملين هناك.
رفح في الانتظار
الوقائع التي تسير عليها العملية البرية في خانيونس، ضاعفت من حالة الترقب والقلق في صفوف أكثر من مليون نازح في رفح، حيث يخشى النازحون من إعادة إنتاج تسلسل الأحداث، والذي بدأ في مدينة غزة ثم في محافظة الشمال، ثم في المنطقة الوسطى، وحالياً في خانيونس. وتقول أم محمد شبير، وهي نازحة عن خانيونس تسكن في خيمة قرب الحدود المصرية، في حديثها إلى «الأخبار»: «نحن خائفون من أن يكون هناك مخطط لدفع النازحين في غرب خانيونس إلى رفح، ثم يقومون بعملية تهجير جديدة تجاه الحدود المصرية. وبذلك، تنفذ خطة التهجير». وتتابع السيدة الخمسينية حديثها: «هناك 30 ألف نازح جدد في طريقهم إلى رفح، ومن شأن ذلك أن يضاعف من حدة المأساة الإنسانية. لا طعام هنا، ولا خيام تكفي لكل تلك الأعداد. الناس يبيتون في الشوارع والطرقات، فيما لا جهات حكومية تكترث».