إلى ذلك، تمكّنت «كتائب القسام»، أمس، من السيطرة على أربع طائرات مسيّرة في مناطق شمال وادي غزة، وفق ما أعلن «الإعلام العسكري».
العدوّ لن يستطيع تثبيت قواته مطلقاً، حتى لو استمر القتال أشهراً
الجنوب يشتعل
وشهد يوم أمس زخماً نوعياً في مستوى العمل الميداني في جنوب القطاع، حيث أعلنت «كتائب القسام» استهداف دبابة وناقلة جند بقذيفتَي «الياسين 105». كما أكدت أنها تمكّنت من قتل ثلاثة جنود في تفجير غرفة مفخخة مسبقاً بقوة راجلة غرب خانيونس. بدورها، قالت «سرايا القدس» إن جنودها استهدفوا دبابتين في محور التقدم في المعسكر الغربي بقذيفتَي «آر بي جي»، وفجّروا دبابة بعبوة «ثاقب» في محور التقدم في الحيّ الياباني غرب المدينة. كذلك، قصفوا تحشّدات العدوّ بالعشرات من قذائف الهاون، فيما أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» أن مقاتليها استهدفوا جرافة بقذيفة «آر بي جي» (غرب) وقصفوا تجمعاً لجنود العدو وآلياته بوابل من قذائف الهاون.
ويخوض جيش العدوّ في خانيونس مغامرة غير آمنة النتائج، ولا سيما أن تجربته في كل مناطق التوغّل في شمال وادي غزة أثبتت، خلال الأسبوع الماضي، أن فرص القضاء الناجز على خلايا المقاومة ضعيفة جداً، إذ تعيد المقاومة في كل فرصة ترميم خلاياها وشحن خطوطها الدفاعية بالمزيد من المقاتلين. على أن اتّساع الميدان في جنوب القطاع، وتوفّر هامش كبير للمناورة التي تسهّلها بيوت المدينة المتلاصقة وخصوصاً في المخيمات، يعطيان الامتياز الأكبر للمقاومين، إذ ليس في وسع طائرات العدوّ، تسوية كامل المساحة الجغرافية للمدينة بالأرض.
ووفقاً لمصدر مقرّب من المقاومة، فإنّ الجهد القتالي الحالي في مدينة خانيونس، بعد أكثر من شهر كامل من بدء العملية البرية فيها، يشير إلى أن المقاومين يتعاملون بشكل مرن مع حجم الضغوط النارية. ويتابع المصدر أن «المرونة في ميدان مثل خانيونس، أن تترك لجيش العدوّ أن يشعر بالإنجاز لأنه تقدّم في وسط المدينة، وتعطيه دافعية أكبر للتوغّل في حواضر معقّدة مثل مخيم الأمل والمجادلة في الغرب، ثم تسدّد ضربات موجعة في مقدمة القوات التي وصلت إلى المخيمات، وذيلها الذي يرابط في الحيّ النمسوي (...) هذا النسق من القتال، ينمّ عن استعداد لحرب طويلة جداً، المعيار الوحيد فيها أنّ العدوّ لن يستطيع تثبيت قواته مطلقاً، حتى لو استمر القتال أشهراً».