قال رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست تسفي هاوزر إنه «‏إذا أدّى وحل الأنفاق الغزي، والضغط الأميركي ومسألة المخطوفين بالقيادة إلى الاعتراف بأنه لا توجد قدرة على عرض نصر جليّ يؤدي إلى تغيير استراتيجي في المنطقة، فعليهم النظر في إمكانية الانتقال إلى جبهة أخرى وترميم الردع الإسرائيلي عبر إزالة التهديد الاستراتيجي في لبنان. فمبادرة ونصر حيال واحدة من منظمات الإرهاب الأغنى والأقوى في العالم يمكنهما أن يعيدا الردع في المنطقة بعامة، وحيال المحور الإيراني بخاصة».وقال في مقال نشرته «إسرائيل اليوم» إنه «لا يمكن أن تكتفي إسرائيل بإنجازات تكتيكية في الجبهتين، بينما يتمتع محور الشر بقيادة إيران بإنجازات استراتيجية هائلة ويواصل تثبيت تهديد يُبنى باستمرار حول إسرائيل، وإن الحكومة ملزمة بإزالة التهديد من الشمال وتفكيك مبنى القوة الذي بناه حزب الله في لبنان، وذلك دون أي صلة بالوضع في الجنوب، لكن دون نصر في الجنوب، فإن إنجازاً جوهرياً في الشمال يصبح أكثر أهمية بأضعاف».
واعتبر أنه «بات واضحاً للجميع اليوم أن إزالة التهديد في الشمال ليست مسألة (هل) بل مسألة متى». وقال :»‏نحن مطالبون بإزالة تهديد ملموس وفوري يوجد في الشمال، وحذارِ أن نخطئ، فإن انسحاب قوات الرضوان إلى خلف الليطاني لا يزيل هذا التهديد».
في هذه الأثناء، نقلت صحيفة «معاريف» العبرية تفاصيل عن اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي (كابينت الحرب) مع رؤساء مجالس مستوطنات قريبة من الحدود مع لبنان. وقال رئيس المجلس الإقليمي «حيرمون» بيني بن موفحار، للصحيفة: «لقد أخبرنا الوزراء بأنهم لن يعيدونا إلى منازلنا على الحدود الشمالية حتى يكون هناك أمن مطلق. وأنا قلت خلال الجلسة إنه يجب تسطيح لبنان (تسويته بالأرض) من خط الحدود الإسرائيلي وحتى 10 كلم داخل الأراضي اللبنانية من أجل التخلّص من التهديد المباشر على البيوت الذي تشكّله الصواريخ المضادة للدروع».
وتابع: «قلت هذا الأمر للوزراء وقالوا إنهم يتفهّمون حاجتنا. لا أعلم كيف سيعملون إزاء هذا الأمر، ولكن برأيي يجب توجيه ضربات إلى كل بيت وكل مكان موجود في لبنان على مسافة 10 كلم من إسرائيل، وتنظيف المنطقة من عناصر حزب الله، وبعد الحديث فإننا الآن ننتظر التطبيق على الأرض».
ونقل الحضور عن وزير الحرب يوآف غالانت، قوله بأن تحديد موعد للعودة «سيخدم «حزب الله» والأفضل هو الاستمرار بالضبابية، إلى جانب مواصلة الحرب على قطاع غزة».
وقال غالانت، بحسب ما نقلته قناة «كان 11» العبرية الليلة الماضية، إنه في اللحظة التي يتم فيها تحديد موعد لعودة السكان إلى الشمال، فإن هذا الأمر سيلعب لصالح «حزب الله» في لبنان، و»حقيقة عدم وجود تاريخ محدد معلن هي أمر جيد. عدم الوضوح يصعّب أكثر على حزب الله».
وتابعت القناة أنه مع انتهاء اللقاء، قام نتنياهو بتعيين طاقم برئاسة المديرين العامين لمكتبه ولعدة وزارات، من أجل اتخاذ قرار حكومي خلال أسبوع ونصف أسبوع، بشأن تحويل ميزانيات لتمكين الشمال على المستويين الاقتصادي والأمني والقضايا الداخلية.
مع هذا، فإن «الكابينت» امتنع خلال اللقاء مع الرؤساء عن تحديد موعد نهائي لنفاد فرص الحل السياسي وللحظة التي قد تخرج فيها إسرائيل إلى عملية عسكرية واسعة أو حرب واسعة ضد «حزب الله».
وقال نتنياهو وغالانت، إنه «يتوجب الحفاظ على الضبابية وليس من الجيد الحديث عن تواريخ».
وقال رئيس المجلس الإقليمي «ماطي آشر»، ورئيس منتدى مناطق خط المواجهة موشيه دافيدوفيتش، في نهاية اللقاء: «عرضت على رئيس الحكومة خريطة يظهر فيها الشمال باللون الأحمر. هذا الأحمر هو مملكة عدم اليقين التي يوجد فيها سكان الشمال. نحن نحتاج إلى أجوبة وأنت رئيس الحكومة (مخاطباً نتنياهو)، هو الوحيد الذي يمكنه توفير إجابات لنا».