من جهتها، قالت شركة الشحن الدنماركية «ميرسك» إن سفينتين ترفعان علم الولايات المتحدة، كانتا تعبران مضيق باب المندب صوب الشمال، عادتا أدراجهما بعدما شاهدتا انفجارات قريبة. وذكرت، في بيان، أن «السفينتين لم تتعرّضا لأضرار، ولم يُصب طاقمهما بأذى، وأن البحرية الأميركية رافقتهما خلال عودتهما إلى خليج عدن». وتشغّل السفينتين وحدة تابعة لـ«ميرسك» في الولايات المتحدة، تتولى الشحن لمصلحة وزارتَي الدفاع والخارجية وهيئة المعونة الأميركية وغيرها من الوكالات الحكومية. وقالت الشركة إن «السفينتين مدرجتان في برنامج الأمن البحري والجسر البحري الطوعي مع الحكومة الأميركية، والذي يوفر حماية البحرية الأميركية خلال العبور في المضيق».
يأتي استهداف المدمّرة البريطانية عقب مشاركة لندن مع أميركا في العدوان على اليمن
كما أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن الحوثيون أطلقوا 3 صواريخ باليستية على سفينة «ديترويت» الأميركية في خليج عدن، مضيفة أن «السفينة العسكرية غرايفلي اعترضت صاروخين بينما سقط الثالث في البحر».
ويأتي تحقيق الهجمات اليمنية أهدافها، على رغم محاولات البوارج والطائرات الأميركية والبريطانية اعتراضها. وتداول ناشطون يمنيون صوراً التُقطت خلال إطلاق البوارج الأميركية مضادات دفاع جوي على مقربة من ساحل رأس العارة في لحج عند البوابة الجنوبية لباب المندب. كما أظهرت الصور لحظة تحليق مكثف لطائرات حربية أميركية وبريطانية، في محاولة لاعتراض الصواريخ والمسيّرات اليمنية في باب المندب.
وأكد ارتفاع معدل الحوادث المعلنة من الجانب البريطاني تصاعد وتيرة العمليات العسكرية التي تنفّذها القوات اليمنية ضد الوجودين الأميركي والبريطاني في البحر الأحمر وخليج عدن. كما كشف في المقابل عن فشل البوارج الأميركية والبريطانية الموجودة بكثافة في مناطق الاشتباك البحري في وقف أو صدّ تلك العمليات.
ويأتي استهداف المدمّرة البريطانية عقب سلسلة اعتداءات بريطانية على اليمن، آخرها منتصف الأسبوع الجاري، حيث اعترف وزير الدفاع البريطاني بشن مقاتلات تابعة لبلاده، سلسلة غارات على مدن يمنية عدة؛ أبرزها العاصمة صنعاء، في إطار الجهد الغربي لحماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر. لكن وزارة الدفاع الأميركية اعترفت بفشل عملياتها العدوانية المشتركة مع بريطانيا ضد اليمن؛ إذ تراجعت عن زعمها تدمير 25% من القدرات الصاروخية اليمنية، وقال سكرتيرها الصحافي، الجنرال بات ريدر، إن قوات التحالف الأميركي - البريطاني دمرت 25 موقعاً لإطلاق الصواريخ و20 صاروخاً.
وتتجاهل واشنطن الحديث عن التكلفة الباهظة لعملياتها في اليمن، علماً أن خبراء عسكريين في صنعاء يؤكدون أن هذه التكلفة هائلة مقارنة بالأهداف التي تزعم الولايات المتحدة تحقيقها. وتتجاوز قيمة صاروخ «توماهوك» 1.5 مليون دولار، من دون احتساب تكاليف العمليات التشغيلية للقوة العاملة عليه، بالإضافة إلى تكاليف طائرات «إف 18» وطائرات «تايفون» البريطانية التي قطعت نحو 3000 كيلومتر من قبرص مع طائرات مرافقة للتزوّد بالوقود. تضاف إلى ذلك تكاليف الأقمار الصناعية التجسّسية والطائرات الاستطلاعية والغواصات والبوارج في البحر الأحمر وخليج عدن.