غزة | أعطى التوسّع الأفقي في ميدان القتال في مدينة خانيونس، مساحة كبرى للعمل الميداني، إذ شهد نهار أمس زخماً ميدانياً كبيراً في أداء المقاومة، بإعلان الأخيرة تنفيذ 15 مهمة قتالية في كلّ محاور القتال، تنوّعت ما بين تفجير الدبابات وإطلاق قذائف «الهاون» واستهداف القوات الراجلة بالقذائف المضادة للتحصينات، ونسف المنازل على رؤوس الجنود. أما مناطق شمال وادي غزة، فشهدت هدوءاً نسبياً، وذلك على وقع انسحاب الدبابات الإسرائيلية من المناطق التي توغّلت فيها غرب مدينة غزة وشرقها وشمالها. وفيما تواصل القصف المدفعي وارتكاب المجازر بحق الآمنين في تلك المناطق، أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» إطلاق رشقات من الصواريخ القصيرة المدى، فيما أعلنت «سرايا القدس» استهداف مسارات الدبابات المنسحبة، بوابل من قذائف «الهاون» النظامية. وفي تفاصيل العمل الميداني في محاور القتال جنوباً، شهدت مناطق شمال وغرب مخيم خانيونس، اشتباكات ضارية مع القوات المتوغّلة؛ إذ أعلنت «كتائب القسام» استهداف قوة راجلة قوامها 15 جندياً كانت قد تحصّنت في داخل منزل غرب مدينة خانيونس، بقذائف الـ«TBG» المضادة للتحصينات، مؤكدة إيقاع أفراد القوة ما بين قتيل وجريح. كذلك، أعلنت «القسام» تمكّنها من تدمير دبابة وجرافة، في محور القتال جنوب شرق المدينة بقذائف «الياسين 105». وفي محور الغرب، أعلنت استهداف دبابة وجرافتين بالسلاح نفسه. ومساء أمس، أكّدت «القسام» تدمير أربع دبابات أخرى بالعبوات وقذائف «الياسين» المضادة للدروع.
أضحت المنازل المفخّخة الهاجس الأكبر الذي يشغل القوات الإسرائيلية


كذلك، شهد يوم أمس الأربعاء أيضاً، حضوراً لافتاً لسلاح «الهاون»، حيث أعلنت «القسام» استهداف تجمع لجنود العدو وتحشّداته في منطقة الفخاري بالعيار الثقيل والنظامي من قذائف «الهاون». كما أعلنت «سرايا القدس» أنها قصفت تجمعاً لجنود وآليات الاحتلال بقذائف «الهاون» النظامي من عيار 60 ملم، في محور التقدم غرب المدينة. وبدورها، أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» تنفيذ عدة مهمات قتالية، من بينها تدمير دبابة إسرائيلية بالصواريخ المضادة للدروع، وقصف تحشّدات جنود العدو بوابل من قذائف «الهاون».

عملية نوعية جديدة
وفي ساعات المساء، أعلنت «القسام» تمكّنها من تنفيذ عملية نوعية مركّبة، حيث استطاع مقاتلوها تفجير منزل تمّ تفخيخه مسبقاً بالعبوات الناسفة، بعد أن تحصّنت فيه قوة إسرائيلية خاصة، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح. على أن كمين المقاومة لم يقف عند ذلك، بل انتظر المقاومون وصول قوات الإسناد وإخلاء القتلى، وخاضوا معها اشتباكات ضارية، تمكّنوا فيها من الإجهاز على ما يزيد على 10 جنود.
ويأتي هذا فيما أضحت المنازل المفخّخة الهاجس الأكبر الذي يشغل القوات الإسرائيلية. ووفقاً لشهادات معتقلين تمّ إخلاء سبيلهم أخيراً، فقد دارت أكثر تحقيقات العدو حول مواقع البيوت المفخّخة. على أن الحصول على معلومة كهذه، تعطّله الطريقة التي يفخّخ بها المقاومون تلك المنازل والتوقيت الذي يعملون فيه على ذلك، حيث تتم هذه العمليات في خضمّ التقدم البري، أي بعد التأكد من خلو المنازل من سكانها.