غزة | في اليوم الثاني عشر بعد المئة من الحرب، تواصل المقاومة المحافظة على نسق مضبوط ومتصاعد من الفعل الميداني. ففيما تمارس أعلى مستويات الضغط في مناطق التوغل الواسع في محور القتال الجنوبي، وتحديداً في مدينة خانيونس، تحاول الاقتصاد قدر الممكن في الخسائر البشرية في صفوف مقاوميها في محاور القتال في شمال وادي غزة، وسط الاستمرار في مستوى ثابت من الإشغال والإرباك، وحرمان جنود العدوّ من أي فرصة للتخييم الآمن.وعلى خط موازٍ، رفع الإعلام العسكري التابع لـ«كتائب القسام» من مستوى الضغط الإعلامي على حكومة العدوّ، من خلال بث مقطع مصوّر تظهر فيه ثلاث مجنّدات وهنّ يوجّهنَ رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يطالبنه فيها بالعمل على إطلاق سراحهنّ فوراً، ويدعون عائلاتهن إلى التظاهر لتحقيق هذا الغرض.
وبالعودة إلى الميدان، يقوم التكتيك الإسرائيلي، وتحديداً في شمال وادي غزة، على مبدأ التحرك بناءً على معلومة استخبارية. وفي هذا السياق، تأتي عمليات التوغل السريعة في المناطق نفسها التي انسحبت منها الآليات قبل أقل من شهر، أو حتى أيام، حيث توغّل عدد من الدبابات الإسرائيلية في منطقة تل الذهب شرقي بلدة بيت لاهيا. ووفقاً لمعلومات ميدانية، فإن القوة الإسرائيلية اصطحبت معها عدداً من الحفارات الكبيرة، في ما يدلل على مهمة من نوع البحث عن الأنفاق.

محاور القتال
في مدينة خانيونس، حيث حشد جيش العدوّ القسم الأكبر من قواته البرية وآلياته، تخوض المقاومة معارك ضارية، وتحديداً في المناطق الغربية من المدينة، إذ بدأت إعلانات المقاومة عن عملياتها منذ ساعات الصباح الباكر من يوم أمس. وأعلنت «القسام» أن مقاوميها استهدفوا دبابة «ميركافا» بقذائف «الياسين 105». كذلك، أعلنت عن إيقاع قوة راجلة كانت تتحصّن في أحد المنازل غربي خانيونس بين قتيل وجريح، عقب استهدافها بقذائف الـ«TBG» المضادة للتحصينات، فيما أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها تمكّنوا من قنص جندي في المحور نفسه. أيضاً، دكت «السرايا» تحشدات العدوّ بوابل من قذائف «الهاون».
توغّل عدد من الدبابات الإسرائيلية وحفاراتها الكبيرة في منطقة تل الذهب شرقي بلدة بيت لاهيا


أما في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، فقد نفذت «القسام» كميناً نوعياً في مخيم المغازي، تمكنت فيه من إغلاق فتحة أحد الأنفاق على سبعة جنود، ثم تفجير عبوة ناسفة رعدية بهم، ما تسبب في إيقاعهم بين قتيل وجريح. كذلك، تمكّن مقاومو «القسام» من تفجير دبابتين بقذائف «الياسين 105»، وعبوات الشواظ. وفي مخيم المغازي أيضاً، أعلنت «القسام» أن مقاوميها استهدفوا دبابة من نوع «ميركافا» وجرافة من نوع «D9»، بقذائف «الياسين 105» و«التاندوم»، على بعد 500 متر من السياج الشائك شرقي المخيم. وفي المحور عينه، أعلنت «القسام» تفجير دبابة وناقلة جند بقذائف «الياسين 105».
أما في محور القتال شمال وادي غزة، فأعلنت «القسام» عن تمكّنها من الاشتباك مع قوة إسرائيلية راجلة قوامها ثمانية جنود، في منطقة الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة، وإيقاعها بين قتيل وجريح. وعلى وقع حديث الإعلام العبري عن خسارة حركة المقاومة لكلّ ترسانتها الصاروخية، شهدت ساعات نهار أمس حضوراً لافتاً للقوات الصاروخية لفصائل المقاومة. فقد أعلنت «سرايا القدس» قصف مستوطنات «عسقلان» و«سديروت» و«نير عام» ومغتصبات غلاف غزة الشمالي برشقات صاروخية، هي الأكثر كثافة منذ شهر. كما أعلنت «كتائب المجاهدين» مسؤوليتها عن قصف مستوطنة ناحل عوز برشقة صاروخية. وفي المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتفاع عدد المصابين من الجنود والضباط إلى 47، في خلال 24 ساعة.