صنعاء | أفشلت قوات صنعاء هجمات قامت بها الميليشيات الموالية للإمارات في محافظة شبوة. وأكّدت مصادر قبلية في المحافظة، لـ«الأخبار»، أن تلك القوات سيطرت، خلال الساعات الماضية، على سلسلة جبلية استراتيجية مطلّة على منطقة بيحان، وذلك بعد معركة بدأتها ميليشيات «العمالقة»، توازياً مع هجمات شنّتها القوات التابعة للحكومة الموالية لـ«التحالف» على مواقع أخرى في عدة جبهات. وأفادت المصادر بأن «العمالقة» نفّذت، مساء أول من أمس، هجوماً على قوات صنعاء في مناطق حريب وعين وعقبة القنذع، لكن الأخيرة تمكّنت من صدّ الهجوم. وأضافت المصادر أن «قوات صنعاء شنّت بعد ذلك هجوماً عكسياً سيطرت فيه على سلسلة جبال القويم الاستراتيجية المطلّة على منطقة بيحان، وقرى ومناطق أخرى في محافظة شبوة. كذلك، أفشلت محاولة تقدّم قامت بها ميليشيات الإصلاح شملت جبهات الأجاشر والأبتر وطيبة الاسم واليتمة والغريميل».على خط مواز، وعلى رغم استمرار التحشيد الأميركي - البريطاني في البحر الأحمر، وإعلان دول أخرى كالدنمارك ونيوزيلندا والهند تحريك قوات جديدة إليه تحت ذريعة حماية الملاحة الدولية، إلا أن قوات صنعاء البحرية تؤكد امتلاكها زمام المبادرة من موقعها الدفاعي عن سيادتها البحرية في البحريْن الأحمر والعربي وخليج عدن. فبعد الإعلان عن اقتراب عشر سفن هندية وإرسال الدنمارك سفينة عسكرية لدعم التواجد الأميركي، أعلن المتحدث باسم القوات اليمنية، العميد يحيى سريع، تنفيذ عملية جديدة استهدفت سفينة تابعة للبحرية الأميركية أثناء إبحارها في خليج عدن مساء أول من أمس، مؤكداً أن القوات البحرية اليمنية «أطلقت صاروخاً بحرياً مناسباً استهدف السفينة lewis B puller»، مشيراً إلى «أن من ضمن مهام السفينة المستهدفة تقديم الدعم اللوجيستي للقوات الأميركية التي تشارك في شن العدوان على بلدنا».
الوساطة الصينية العُمانية مع صنعاء وصلت إلى طريق مسدود


وتأتي عمليات صنعاء المتصاعدة ضد كلّ السفن الأميركية والبريطانية التي تحاول حماية سفن إسرائيلية في خليج عدن أو البحر الأحمر، في ظل مواصلة الولايات المتحدة محاولات الضغط عليها لوقف عملياتها تلك، من خلال حشد المزيد من القوات الأجنبية في البحر الأحمر. وكردّ فعل على تشديد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة ومساندة الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى لهذا الحصار ، صعّدت «أنصار الله» هجماتها خلال الأيام الماضية، واتجهت أخيراً نحو استهداف سفن حربية أميركية في خليج عدن أثناء محاولاتها إعادة التموضع. وفي ظل التوتر العسكري الذي يسود البحر الأحمر وخليج عدن، أكّدت مصادر سياسية مطّلعة، لـ«الأخبار»، وصول الوساطة الصينية العُمانية مع حكومة الإنقاذ، إلى طريق مسدود. ووفقاً للمصادر، فإن مسؤولي صنعاء أكّدوا، خلال الاتصالات التي أجرتها معهم عُمان والصين، تمسّكهم بشرطهم المعلن المتمثّل في إيقاف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة، لإيقاف عمليات القوات اليمنية في البحريْن الأحمر والعربي.
في غضون ذلك، احتل الصراع في البحر الأحمر أولوية اللقاءات التي أجراها رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، مع وسائل الإعلام الدولية في الرياض، حيث تهجّم على عمليات قوات صنعاء، مجدّداً دعوة المجتمع الدولي إلى دعم قواته لتنفيذ عملية بحرية واسعة في اليمن تحت مبرّر تأمين الملاحة البحرية. ورداً على سؤال عما إذا كانت حكومته تسعى إلى دعم عسكري أميركي - وسعودي للقيام بعمليات عسكرية برّية للقضاء على «الحوثيين»، قال العليمي: «نحن نطالب بذلك كلّ يوم وكل شهر وكل سنة».
جاءت تصريحات العليمي بالتزامن مع صدور بيان سعودي - مصري صادم لحكومته، نفى الرواية التي تسوّقها. وأكّد البيان الصادر عن خارجيتَي البلدين المشاطئين للبحر الأحمر، أن ما حدث في البحر الأحمر من توتر هو نتاج مباشر لما يحدث في غزة من جرائم يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ يوم السابع من أكتوبر حتى اليوم. وشدّد على «ضرورة التعامل مع جذور الأزمات وليس فقط أعراضها»، في إشارة إلى أن الحل لوقف العمليات اليمنية هو وقف العدوان على غزة.
وتأتي التصريحات المصرية تكذيباً للرواية الأميركية التي تزعم أن عمليات القوات المسلحة اليمنية «تستهدف الملاحة الدولية ولا تستهدف فقط الإسرائيلية»، وأنه ليست لها علاقة بما يحدث في غزة.