رام الله | عاشت الضفة الغربية يوماً آخر دامياً، أمس، إذ بلغت حصيلة الشهداء الذين سقطوا برصاص جيش الاحتلال، خمسة، توزّعوا على مدن رام الله وجنين والخليل وبيت لحم. وصباحاً، أَعدمت القوات الإسرائيلية الفتى راني الشاعر (16 عاماً) في قرية تقوع جنوب شرقي مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة، بعدما أطلق جنودها وابلاً من الرصاص الحي عليه، فيما منعوا الطواقم الطبية من الوصول إليه لإسعافه. وكانت البلدة قد شهدت مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان، أسفرت عن إصابة العشرات، من بينهم الشاعر، الذي حاول مواطنوه الوصول إليه، ولكنهم اصطدموا بالجنود الذين منعوهم من الاقتراب، قبل أن يحتجزوا جثمانه وينقلوه بمركبة إسعاف إسرائيلية تابعة للجيش إلى جهة غير معلومة، فيما أغلقوا مداخل تقوع كافة، وسيّروا آليات في أحياء البلدة وشوارعها.كذلك، استشهد الشاب عبيدة حامد (18 عاماً) بعدما أصيب في صدره برصاص قوات الاحتلال، أثناء مواجهات اندلعت في بلدة سلواد شرقي رام الله. وفي مدينة دورا في محافظة الخليل، استشهد الشابان مهند الفسفوس (18 عاماً)، ومعتز اطبيش، برصاص جنود العدو عقب اقتحامهم المدينة، صباح أمس، أثناء توجّه الطلبة إلى مدارسهم. واقتحم الجنود «استاد دورا» لكرة القدم، حيث التقطوا الصور ورفعوا العلم الإسرائيلي. كما اقتحموا منزل أسيرَين مبعدَين إلى غزة، يعيش فيه والدهما، وفتّشوه وحطّموا ممتلكاته، فيما تمركزت قوات أخرى وسط المدينة وبعض الأحياء الحيوية، ما تسبّب في تعطيل المدارس وإغلاق المحالّ التجارية وتعطّل الحياة، لتندلع على إثر ذلك مواجهات عنيفة تصدّى فيها الشبان للقوات المقتحِمة.
وفي محافظة جنين، استشهد الشاب ثائر حمو، جرّاء إصابته برصاص جيش العدو أثناء اقتحام الأخير بلدة اليامون القريبة، التي شهدت اشتباكات مسلّحة مع مقاومين فلسطينيين. أيضاً، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها بعشرات الآليات العسكرية المصحوبة بالجرافات، وباشرت أعمال تدمير واسعة للبنية التحتية والمرافق العامة والممتلكات. ووفقاً لمصادر محلّية، فإن قوات خاصة إسرائيلية تسلّلت إلى محيط المخيم، حيث دوّت صافرات الإنذار، لتندلع إثر هذا مواجهات مع المقاومين، قبل أن يدفع جيش العدو بأكثر من 20 آلية عسكرية، بينها 4 جرافات من طراز «D9»، تبعتها تعزيزات إضافية من الآليات، التي أطلقت النار عشوائيّاً على المركبات المدنية في شارع الناصرة، وانتشرت في عدد من الأحياء. كذلك، جرفت آليات الاحتلال عدداً من الميادين والشوارع، ودمّرت عشرات البسطات، فيما استهدفها المقاومون بعدد من العبوات الناسفة المحلّية الصنع. كما اعتقل جنود العدو المسعف جمال حكمت قنديل بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح في الحي الشرقي، ووالد المطارد نور الهصيص من منزله في وادي عز الدين في المدينة.
وفي مخيمَي بلاطة وعسكر الجديد في مدينة نابلس، اندلعت اشتباكات مسلّحة عنيفة مع مقاومين، تخلّلها تفجير عدد من العبوات الناسفة المحلّية الصنع، في وقت شرعت فيه جرافات العدو في عملية تدمير واسعة للبنية التحتية في شارع المدارس في «بلاطة». كما اقتحم الجنود عدداً من المنازل وعاثوا فيها خراباً وتدميراً، فيما لم تسلم من الاقتحام البلدة القديمة، التي انتشرت فيها الآليات العسكرية، وتحديداً في ميدان الشهداء، بالتزامن مع اقتحام قوات راجلة لحارات الحبلة والشيخ مسلم. وفي محافظة قلقيلية، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عزون بعدد من الآليات العسكرية والقوات الراجلة، وانتشرت في أحيائها، وداهمت عدداً من المنازل، ونفّذت فيها عمليات تفتيش وتحطيم لمحتوياتها، واعتدت على سكانها، ما تسبّب في إصابة شاب بجروح. وأثناء اقتحاماته تلك، شنّ جيش العدو حملة اعتقالات واسعة في صفوف الفلسطينيين، بلغت حصيلتها أكثر من 40 مواطناً، جرى تحويلهم إلى التحقيق لدى الأجهزة الأمنية، في حين احتُجز عشرات الفلسطينيين وأُخضعوا لتحقيقات ميدانية بعد اقتحام منازلهم والعبث بمحتوياتها.
وقال «نادي الأسير» إن عمليات الاعتقال تركّزت في محافظتَي جنين، والخليل، فيما توزّعت بقية الاعتقالات على محافظات: طولكرم، نابلس، رام الله، أريحا، طوباس، والقدس، مضيفاً أن قوات الاحتلال واصلت تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة في المحافظات، والبلدات، والمخيمات أثناء حملات الاعتقال، وكذلك اعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، وتخريب وتدمير واسعين لمنازل المواطنين، وإطلاق للنار بشكل مباشر بهدف القتل، إلى جانب مصادرة المركبات، والهواتف، والأموال.
أمّا التطوّر الأبرز، فقد شهدته مدينة حيفا داخل الخط الأخضر، والتي أصيب فيها جندي بجروح خطيرة جرّاء تعرضه لعملية دهس، فيما أطلق آخرون النار على شاب بعد خروجه من المركبة وبحوزته بلطة قرب قاعدة لسلاح البحرية الإسرائيلية. وقالت مصادر عبرية إن منفّذ العملية هو شاب في العشرينيات من عمره من سكان مدينة طمرة داخل الخط الأخضر، وقد نفّذ عملية مزدوجة، إذ دهسَ جندياً، قبل أن يحاول الإقدام على الطعن، ولكن أُطلقت النار عليه عند مدخل القاعدة.