غزة | شهدت خريطة الميدان في مناطق قطاع غزة كافة، أمس، تبدّلات كبيرة في حركة الآليات وأماكن تموضعها. ففي شمال وادي غزة، تراجعت دبابات العدو من محور القتال في محيط «مستشفى الشفاء» وشارع الوحدة، إلى جنوب غرب المدينة، وتمركزت في الجهة الجنوبية لمبنى الجوازات، وفي محيط مفترق الصناعة، بعدما أقدمت على تفجير مباني «مجمع أنصار» الأمني الحكومي، ومجمع مباني الأجهزة الأمنية المعروفة بالجوازات. وفي القاطع الغربي لشمال القطاع، أخلت الدبابات الإسرائيلية، لأول مرة منذ بدء العملية البرية قبل نحو 100 يوم، كلّ أحياء القاطع الغربي من محافظة شمال غزة، من مثل الكرامة، والنصر، والشيخ رضوان الغربي، والعطاطرة، والسلاطين، والعامودي، والتوام، وأبراج المقوسي، ومدينة عرفات للشرطة. كل تلك المناطق التي كانت، حتى أول من أمس، أكبر تجمّع عسكري للعدو في شمال القطاع، ولم تغادرها الدبابات الإسرائيلية منذ بدأت العملية البرية، أخلاها جيش الاحتلال تماماً، في اتجاه شارع الرشيد، أقصى غرب مدينة بيت لاهيا.أما في مدينة خانيونس، جنوب القطاع، فقد أعادت الدبابات الإسرائيلية تموضعها. وتراجعت من مناطق مستشفى الخير ومحيط موقع القادسية التابع للمقاومة. وكشفت مقاطع مصوّرة وثّقها الأهالي خلو تلك المنطقة من الدبابات. على أن الضغط في الأحياء الغربية للمدينة، وتحديداً في محيط «مستشفيَيْ ناصر والأمل»، بقي على حاله، إذ تُحاصر الدبابات تلك المناطق، وتدور اشتباكات عنيفة في كلّ الأحياء الغربية المأهولة في المدينة.
يتبقّى حالياً لواء احتياط واحد في كلّ محاور القتال في القطاع، وهو «لواء المظليين 646»


وفي ما يتعلّق بالجهد الميداني للمقاومة، وزّع «الإعلام العسكري» التابع لـ«كتائب القسام» مشاهد مصوّرة، تُظهر تصدّي مقاوميها للدبابات المتوغّلة في حي تل الهوا جنوب مدينة غزة. ويُظهر المقطع اشتباك المقاومين والتحامهم مع دبابات وجنود الاحتلال من مسافة قريبة. كذلك، يظهر في المقطع تفجير ثلاث دبابات، بقذائف «الياسين »105، واشتعال النيران في دبابة «ميركافا». أما في خانيونس، فقد أعلنت كل من «سرايا القدس» و«كتائب القسام»، تنفيذ عدة مهام قتالية. وقالت «القسام» إنها تمكّنت من تفجير دبابة «ميركافا» في محور التقدم في خانيونس. كذلك، تمكّنت من قنص جندي إسرائيلي في المحور نفسه، فيما أعلنت «سرايا القدس»، أن مقاوميها نفّذوا عمليات استحكام مدفعي، بقذائف الهاون وصواريخ «بدر 1» المحلية الصنع، ضد عدة تحشّدات للعدو في وقت متزامن في محاور القتال في المدينة.
وفي المنطقة الوسطى، أعلنت «السرايا» استهداف منزل كانت تتحصّن فيه مجموعة من الجنود بصاروخ «107»، بالإضافة إلى ضرب خطوط إمداد العدو بقذائف الهاون. وعلى وقع عمليات المقاومة، اعترف جيش الاحتلال بمقتل 4 من جنوده وضباطه خلال 24 ساعة من القتال، من بينهم الرائد يتسهار هوفمان، وهو قائد فصيل في وحدة «شيلداغ» (كوماندوز القوات الجوية) وهي واحدة من أكثر الوحدات النخبوية سرّية وانضباطاً في جيش الاحتلال.
كذلك، واصل العدو تقليص قواته الاحتياطية العاملة في قطاع غزة. ووفقاً لإذاعة جيش الاحتلال، فقد غادر لواء الاحتياط الخامس في ناحال، القطاع، بعدما كان قد خدم في مناطق شمال وادي غزة. وعليه، يتبقّى في الوقت الحالي، لواء احتياط واحد في كلّ محاور القتال في القطاع، وهو «لواء المظليين 646»، ويخدم في محور القتال الجنوبي في خانيونس.