غزة | فيما يواصل جيش العدو تعميق عملياته البرية في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، والتي قال رئيس أركانه، هيرتسي هليفي، إن العمليات فيها ما زالت بعيدة عن نهايتها، شهدت خريطة الميدان في مناطق شمال وادي غزة، خلال الأيام الماضية، تغيّرات كبيرة، إذ انسحبت دبابات الاحتلال من القاطع الجنوبي الغربي لمدينة غزة، بعد توغّل استمر نحوَ أسبوعين. وفي المقابل، تقدّمت الدبابات الإسرائيلية في بلدة بيت حانون، أقصى شمال القطاع. وفي المناطق الغربية لمدينة غزة، والتي جالت فيها «الأخبار»، دمّرت دبابات العدو مئات المنازل والمؤسسات الصحية والحكومية، وقامت آلياته بتجريف الشوارع.ففي شارع الشهداء، أحرق هذا الجيش مستشفى «أصدقاء المريض»، وهو المرفق الصحي الوحيد الذي كان يقدّم خدمة إجراء العمليات الجراحية. كذلك، دمّر كلّ مباني «مجمّع عرفات للشرطة» المعروف بـ«الجوازات». أما في منطقة الصناعة، غرب المدينة، فقد استقدم العدو حفّارات كبيرة، للبحث عن النفق نفسه الذي كان قد قصفه خلال معركة «سيف القدس» عام 2021. وهناك، اقتحمت دبابات الاحتلال مبنى رئاسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا»، ومبنى التدريب المحاذي له، فضلاً عن تفجير معظم مباني جامعة الأقصى الحكومية. وبدا واضحاً، أن التوغّل الأخير، استهدف تدمير أكبر قدر من الواجهة التجارية والحضارية للمدينة. وخلال جولة «الأخبار» في شارع الشهداء، تبدّت آثار الدبابات الإسرائيلية المدمّرة، حيث أعلنت المقاومة تمكّنها، خلال أيام التوغل، من تدمير نحو 12 دبابة، واستهداف القوات المتوغّلة بالعشرات من قذائف الهاون.
خلال جولة لـ «الأخبار» في شارع الشهداء في غزة، تبدّت آثار الدبابات الإسرائيلية المُدمّرة


وفي شمال القطاع أيضاً، أعلنت «كتائب القسام» تمكّنها من السيطرة على طائرة «كواد كابتر» كانت تقوم بمهمة استخبارية في المناطق الشرقية للمنطقة. ومن جهة أخرى، أكّدت الكتائب أن القصف الإسرائيلي الذي شنّته الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة، تسبّب بمقتل اثنين من الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس» وإصابة 8 بجروح خطيرة. وقالت إن «أوضاع المصابين تزداد خطورة، في ظل عدم القدرة على تقديم العلاج الملائم لهم، ويتحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة هؤلاء في ظل القصف والعدوان».
ولم تؤثر التوغّلات وعمليات التدمير الإسرائيلية في فعّالية المقاومة وحضورها في كلّ محاور القتال. ففي مدينة خانيونس، وتحديداً في بلوك «ج»، وزّع الإعلام الحربي التابع لـ«سرايا القدس»، مقطعاً مصوّراً، يُظهر قيام مقاوميها باستهداف قوة راجلة كانت تتحصّن في أحد المنازل، بقذيفة «آر بي جي». كما يُظهر مقاومي السرايا وهم ينتقلون من بيت إلى آخر، ويصلون إلى نقطة لا تبعد عن المنزل المُستهدَف، سوى بضعة أمتار، فيما أعلنت «قوات عمر القاسم»، الذراع العسكرية لـ«الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، تمكّن مقاوميها من تفجير عبوة شديدة الانفجار، بإحدى آليات العدو في محيط مستشفى ناصر غرب مدينة خانيونس. كذلك، أكّدت تمكّن مقاوميها من تفجير دبابة بقذيفة «آر بي جي» في المحور نفسه. أيضاً، أعلنت «كتائب شهداء الأقصى»، الذراع العسكرية لحركة «فتح»، تمكّنها من قصف تحشّدات العدو في القاطع الغربي لخانيونس بقذائف الهاون، وأكّدت تمكّن مقاوميها من تفجير دبابة «ميركافا» بقذائف «آر بي جي».