لبلدة حولا (قضاء مرجعيون) «ثأر شخصي» مع العدو الإسرائيلي منذ المجزرة التي ارتكبتها عصابات الهاغاناه بقيادة مناحيم بيغن في البلدة، وأودت بحياة العشرات من أهاليها، في 31 تشرين الأول 1948، وهو ثأر لا ينفكّ يكبر مع الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على البلدة التي أودت بحياة اثنين من أبنائها مساء السبت.أمس، شيّعت البلدة العريف في قوى الأمن الداخلي علي مهدي والموظف في البلدية حسين حسين اللذين قضيا في غارة على محيط المسجد القديم في البلدة. في الحارة الشمالية، تجمّع العشرات من الأهالي الذين رفضوا النزوح خلال أشهر العدوان الأربعة الأخيرة رغم إشراف البلدة على موقع العباد المعادي مباشرة. بقي حسين الذي كان يسيّر الخدمات اللوجستية في البلدية، من تشغيل مولّدات الكهرباء إلى تأمين المستلزمات والتطوّع في الأنشطة الاجتماعية وخدمة المسنّين، وبعد إنجازه لعمله، كان يساعد شقيقته منتهى في فرن المناقيش الذي تشغّله في الحارة. وفي الليل، يبيت في منزلها المجاور مع طفلتيها آية ورهف، بعد نزوح زوجته وأولاده إلى منطقة صور.
أما مهدي، فقد استمر في التنقّل يومياً بين بلدته ومركز خدمته في شعبة الاستقصاء في النبطية. عائلته التي لم تغادر البلدة، تركت بيتها في أطراف البلدة وانتقلت إلى وسطها. الدركي كان واحداً من شبان عديدين، جامعيين وموظفين عطّل العدوان أشغالهم، يتجمّعون في ساحة البلدة يومياً حول «تنكة» يشعلون فيها الحطب، أطلقوا عليها «تنكة الصمود».
عند خروج المصلّين من المسجد بعد أداء صلاة المغرب يوم السبت، أطلق موقع العباد قذائف باتجاه محيط المسجد قبل أن تلقي مُسيّرة صاروخاً في المكان، ما أدّى إلى استشهاد حسين على الفور أمام منزل شقيقته، وجرح تسعة من بينهم الطفلة آية، فيما استشهد مهدي بعد ساعات متأثّراً بجراحه. واستكملت إسرائيل عدوانها على حولا ليلاً بقصف مدفعي استهدف أطرافها وبغارة جوية عنيفة استهدفت وادي الدلافة فجر أمس الأحد. وقد زحف المئات أمس الى البلدة للمشاركة في تشييع مهدي وحسين، وتفقّد منازلهم وأرزاقهم.

المقاومة تصعّد نوعاً وعمقاً
ومع توسيع العدو مروحة اعتداءاته إلى عمق جديد داخل الأراضي اللبنانية، واصل حزب الله ضرب مواقع جيش العدو وثكناته وتحصيناته ووصلت صواريخه إلى أهداف غير مسبوقة خلال الأشهر الأربعة من عمر المعركة.
وإزاء التصعيد، تنوّعت تعليقات الإسرائيليين، بين من دعا إلى توسيع العدوان على لبنان وألا «تنتهي هذه المعركة إلا عندما يتراجع حزب الله شمالاً إلى نهر الليطاني»، بحسب ما قال اللواء احتياط إيال بن روفين في مقابلة إذاعية، وبين من حثّ قادة العدو على التوقف عن «الانفصال عن الواقع»، كما كتب اللواء احتياط إسحاق بريك في «معاريف»، مشيراً إلى أن المسؤولين يؤكدون «أنه إذا لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية سيتم اللجوء الى القوة العسكرية. المسؤولون عن كارثة غلاف غزة لم يتعلموا شيئاً، ويواصلون تصريحاتهم وكأنّ شيئاً لم يحدث. مرة أخرى الغطرسة والتبجّح نفساهما».
إلى ذلك، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى «عوامل قلق» ناتجة عن تطوير حزب الله لأدائه بما يدلّل على ما يخفيه من قدرات. وعلّقت على نشر الحزب صوراً لصاروخ إيراني مضاد للدبابات من طراز «ألماس» يستهدف دبابة «ميركافا» في موقع البغدادي.
في المقابل، واصل حزب الله عملياته النوعية مساندة لغزة، واستهدف يومَي السبت والأحد مبنى في مستعمرة المنارة يتموضع داخله جنود، ومنشأة بيت الجندي في مستعمرة كريات شمونة، ومرابض مدفعية في ديشون، وثكنة بيرانيت، وموقع جل العلام، وتجمّعاً لجنود العدو في مرتفع حدب عيتا، وقاعدة خربة ماعر ومرابضها، وسيطر على مُسيّرة للعدو من نوع «سكاي لارك». كما استهدف تجهيزات تجسّسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وتجمّعاً لجنود العدو في مثلث الطيحات، وتجمّعاً ‏لجنود العدو في جبل نذر.
ونعت حركة أمل أمس اثنين من مقاوميها هما محمد ربيع المصري (المنصوري - الجنوب) وحسن علي فروخ (عنقون - الجنوب).