لا تزال مدينة خانيونس مركز الزخم الأكبر للعمليات القتالية جنوبي القطاع، ولا سيما جنوب المدينة، حيث يخوض المقاومون اشتباكات ضارية مع جنود العدو. ويأتي ذلك وسط التهديدات الإسرائيلية المستمرة بتوسيع رقعة القتال إلى مدينة رفح، التي استهدفت جولة جديدة من الغارات الإسرائيلية وسطها والمناطق الغربية فيها، فضلاً عن قصف مدفعي لمناطقها الشرقية، التي تعجّ بأكثر من مليون نازح.وفيما تستمر العمليات الإسرائيلية في المنطقة الوسطى من القطاع، حيث تتواجد ثلاثة ألوية لجيش العدو، في إطار منع اتصال المقاومين بين الشمال والوسط، نفّذت الطائرات الإسرائيلية حزاماً نارياً في دير البلح، امتدّ من الغرب في اتجاه المناطق الشرقية، وطاول الزوايدة غربيّ شارع صلاح الدين. أما في شمال وادي غزة، فشنّت الطائرات الحربية غارات عنيفة طاولت الشجاعية والشيخ رضوان، في حين طاولت غارات مماثلة المناطق الشرقية لمدينة غزة. وفي المقابل، نشرت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، مشاهد عرضت فيها استهداف جنود وآليات العدو غرب غزة، باستخدام قذائف «الهاون»، ومُسيّرتي «صياد» و«سحاب» الانتحاريتين.
على خطّ مواز، تواصل قوات الاحتلال حربها ضد المستشفيات، حيث لا تزال تحكم قبضتها على «مجمع ناصر الطبي» غربي مدينة خانيونس، وتحتجز كوادره الطبية، وتعتقل آخرين من المرضى، منذ الخميس الماضي، بعد قصف محيطه ومبانيه. كما نفّذت، أمس، إطلاق نار كثيفاً تجاه مستشفى «الأمل» التابع لـ«الهلال الأحمر» في خانيونس أيضاً، والذي يتعرض منذ أسابيع لاستهدافات متكررة أسفرت عن استشهاد العشرات، فيما قال «الهلال» إن الاستهداف الأخير طاول الطابق الثالث من المستشفى. ومن جهتها، أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد مريض ثامن في «مجمع ناصر» نتيجة توقف المولّد الكهربائي، بينما حذّرت المديرة الإقليمية لـ«منظمة الصحة العالمية» في الشرق الأوسط من أن «الوضع كارثي في مجمع ناصر، ونخشى على سلامة المرضى».
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن جيش الاحتلال ارتكب، خلال 24 ساعة، 13 مجزرة، راح ضحيتها 127 شهيداً، و205 جرحى. وبذلك، يرتفع عدد ضحايا الحرب على القطاع، منذ 7 أكتوبر، إلى 28 ألفاً و985 شهيداً، و68 ألفاً و883 جريحاً. كما أشارت الوزارة إلى أن أعداداً من الضحايا ما زالت تحت الركام وفي الطرقات، مضيفة أن الاحتلال يواصل منع وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليها.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال إصابة 20 جندياً في صفوفه، خلال الـ48 ساعة الماضية. وكانت سلطات العدو اعترفت بأن عدد قتلاها العسكريين ارتفع إلى 573 منذ بداية الحرب. وفيما أفادت «القناة 12» الإسرائيلية بإلغاء الاجتماع، الذي كان مقرّراً اليوم الإثنين، بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وممثلي أهالي الأسرى في غزة، نشرت «كتائب القسام» صورة بعنوان «حكومتكم تكذب»، وتظهر نتنياهو وهو يقرأ في ملف «الرشوة التي تؤدي إلى تماسك الائتلاف»، ويرمي «ملف الأسرى» في سلة المهملات.