غزة | نشر الإعلام العبري تقريراً مصوّراً، يظهر قيام عدد كبير من الآليات الهندسية بتشييد طريق عرضي، يمتد من موقع «ناحل عوز» شرقاً مروراً بمنطقة «نتساريم»، وصولاً إلى شاطئ بحر غزة غرباً. ووفقاً لمراسل جيش الاحتلال، فإن الهدف من تشييد الطريق هو فصل قطاع غزة إلى شطرَين، جنوبي وشمالي، بشكل مستدام، وإن «الأعمال الهندسية الكبيرة لا تمهّد لعمل سيستمر لشهر أو شهرين فقط». ويأتي تسريب الإعلام العبري لتلك الصور، في وقت تصل فيه المفاوضات إلى مراحل معقدة، فيما تقدّر منصّة «الجبهة الداخلية»، وهي منصّة حكومية تابعة لوزارة الداخلية في القطاع، بأنّ نشر ذلك التقرير المصوّر يأتي «ضمن ما يخدم خطط الجيش وحربه النفسية للضغط على المقاومة وجمهورها».وأوضحت «الجبهة الداخلية»، في بيان، أن الطريق المشار إليه، هو «طريق مؤقت»، يهدف إلى «تسهيل حركة قوات العدو، بعيداً عن الطرق التقليدية التي يخشى أن تكون مفخخة». وإذ بيّنت أن الطريق مشيد من «البسكورس» وليس من الإسفلت، فهي أشارت إلى أنه مشابه للطريق الذي شيّده الاحتلال من منطقة كارني إلى حيّ الزيتون في حرب عام 2008. كذلك، أكدت «الجبهة الداخلية»، استناداً إلى معلوماتها المستقاة من الميدان، ومن تحليل الصور الجوية، أن العدو شرع في تشييد الطريق في بداية العملية البرية، وأن الأخير اكتمل بتاريخ 30 تشرين الثاني الماضي. كما أوضحت أن العدوّ قام بوضع «مجموعة من السواتر الترابية على جوانب الطريق»، خشية تحول آلياته إلى «أهداف للمقاومة». وختمت بيانها بأن الهدف من نشر التقرير المصوّر، هو الضغط على المقاومة وحاضنتها الشعبية، وخصوصاً في فترة المفاوضات الحساسة.
من وجهة نظر المقاومة، فإن كل ما ينشر من مواد عبر الإعلام الإسرائيلي في خلال الحرب، هدفه تحقيق منجزات ذات صلة بما يدور خلف الكواليس من مفاوضات. أما من الناحية الميدانية، فيؤكّد مصدر مقرب من المقاومة، في حديثه إلى «الأخبار»، أن «الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة جاهزة للتعاطي مع كل السيناريوات»، مضيفاً أن «أيّ قوات إسرائيلية يمكن أن تبقى في الحيّز الجغرافي لقطاع غزة، ستكون بلا شك هدفاً سهلاً للمقاومين»، ومستدركاً بالقول: «في ظنّي، هذا الخيار مستبعد في أروقة جيش الاحتلال، لأن إمكانية استنزاف تلك القوات ومنع استقرارها وتثبيتها ستكون متوفرة ومتاحة في كل وقت».
ووفقاً لمصادر سياسية مطلعة، فإن جيش الاحتلال يستخدم مسألة عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله، كورقة ابتزاز على طاولة مباحثات وقف إطلاق النار. وفي السياق، يقول المصدر في حديثه إلى «الأخبار»: «تسببت نيات جيش العدو بشن عملية في مدينة رفح بإحراج للمستوى السياسي الإسرائيلي، بعدما طالبت عدة جهات دولية بإعادة النازحين إلى مناطقهم في الشمال»، مشيراً إلى أن «العدوّ يريد شن عملية في رفح، من دون أن يعيد سكان الشمال، لأن هؤلاء ورقة ابتزاز، فيما تعني عودتهم إفشال مخطط التهجير الذي لا يزال يعشّش في عقول قادة العدو».
وعلى خطّ موازٍ، نشر الإعلامي إسلام بدر، وهو المذيع في «قناة الأقصى»، منشوراً عبر «إكس»، أكد فيه أنه حدث اختراق مهم في ملف عودة النازحين إلى شمال القطاع. وقال بدر إن «أهمية هذا الخبر هي أنه يتزامن مع ما نشره الاحتلال من تقرير مصوّر عن الطريق العرضي الذي يهدف إلى فصل شمال القطاع عن جنوبه»، مشيراً إلى أن «العدوّ رضخ لمطلب المقاومة بعودة الأهالي إلى شمال غزة».