غزة | في الوقت الذي أعلن فيه جيش الاحتلال قرب نهاية عمليّاته في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وما رافق ذلك من سحب آخر فرق الاحتياط من محاور القتال في القطاع، وسّع جيش العدوّ عملياته مجدداً في أحياء الزيتون والتركمان جنوب شرق مدينة غزة. فقد شرع، مساء أمس، في شنّ العشرات من الغارات والأحزمة النارية، ثم دفع بمئات الآليات باتجاه شارع 8، جنوب حيّ تل الهوا، ومنه توغّل إلى الأطراف الجنوبية من حيّ الزيتون. بالتزامن مع ذلك، ألقى بمنشورات طالبت الأهالي بالإخلاء إلى منطقة المواصي، غربي مدينة خانيونس، معلناً أن الحيّ تحوّل إلى منطقة عمليات خطيرة، وأن العملية فيه ستستمر لمدة أسابيع، وتستهدف البنية التحتية لـ«كتائب القسام».وطوال يوم أمس، كثّفت الطائرات الحربية من غاراتها، التي طاولت العشرات من المنازل والمساجد في شمال وادي غزة. أما في جنوب القطاع، فقد دمّر جيش العدو مربعات سكنية كبيرة في الأحياء الغربية من مدينة خانيونس. كما شنّ غارات في مدينة رفح استهدفت سيارة مدنية ومباني سكنية. وفي المنطقة الوسطى، قصفت الطائرات الحربية عشرات المنازل والأراضي الزراعية.
في مقابل ذلك، جوبه التقدم البري الإسرائيلي في حيّ الزيتون، في مدينة غزة، بحضور ميداني لافت، علماً أن هذه المنطقة كانت قد شهدت في خلال الأيام الأولى من العملية البرية زخماً عملياتياً استمر على مدار شهرين متواصلين. وأعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تنفيذ خمس مَهام قتالية في الساعات الأولى من التقدم هناك. وقالت «كتائب القسام» إنها تمكّنت من تفجير دبابتين من نوع «ميركافا» بقذائف «الياسين 105». كما أعلنت أن مقاوميها تمكّنوا من الاشتباك مع جنود العدوّ من مسافة صفر، وأجهزوا على جندي في جنوب الحيّ بالأسلحة الرشاشة. أيضاً، أعلنت «القسام» عن تفجير ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة «تاندوم»، ودكّ تجمّعات العدوّ بقذائف «الهاون»، في محور القتال ذاته.
جوبه التقدم البرّي الإسرائيلي في حيّ الزيتون بحضور ميداني لافت


بدورها، أعلنت «سرايا القدس» أنها تمكّنت، بالاشتراك مع «مجموعات الشهيد عمر القاسم»، من قصف تحشدات العدوّ برشقات من «صواريخ 107» قصيرة المدى، في حيّ الزيتون. وأشارت، في بيان لاحق، إلى أن مقاوميها العائدين من مناطق الاشتباك في الحيّ المذكور أكدوا اشتباكهم مع جنود العدوّ وآلياته بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع، وإيقاع عدد من القتلى والإصابات في صفوفهم. ووفقاً لشهادات ميدانية، فقد اضطرّت الطائرات المروحية الإسرائيلية إلى الهبوط أكثر من مرة خلال ساعات نهار أمس، لإخلاء الجرحى.
أما في محور القتال جنوب قطاع غزة، فقد أعلنت «القسام» تمكّنها من تفجير عبوة ناسفة في قوة راجلة مكوّنة من 6 جنود، كانت تتحصّن داخل منزل في «بلوك ج»، غرب مدينة خانيونس، مؤكّدة إيقاع القوة بين قتيل وجريح، فيما أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها العائدين من محاور القتال في خانيونس تمكنوا من إطلاق قذيفة «تي بي جي» باتجاه قوة خاصة مكوّنة من ستة جنود، كانوا يتحصّنون في أحد منازل المعسكر الغربي لمدينة خانيونس، وأوقعوها بين قتيل وجريح. إلى ذلك، اعترف جيش العدوّ بإصابة 46 مجنداً وضابطاً في معارك القطاع، خلال الساعات الـ 24 الماضية.