غزة | انسحبت الدبابات الإسرائيلية، أمس، من «مستشفى ناصر» في مدينة خانيونس، بعد أسابيع من الحصار، وعدّة أيام على اقتحامه، من دون أن تحقق أيّاً من أهداف العملية المعلنة؛ فلم تعد من هناك بجنود أحياء من بين الأسرى، ولا بجثامين جنود، ولا بقادة من المقاومة. هكذا، تؤسس نهاية العملية في المجمع الطبي، لنهاية العمليات الكبرى في المدينة، في وقت يستمر فيه غرق جيش العدو في حيّ الزيتون في مدينة غزة. هناك، تصاعد الضغط الميداني من قبل فصائل المقاومة، حيث حفل يوم أمس، أيضاً، بالعشرات من العمليات القتالية، التي تنوّعت ما بين القصف بقذائف الهاون وتفجير العبوات الناسفة، وقنص جنود الاحتلال. أما في محاور القتال، أقصى شمال القطاع، فقد وضعت «سرايا القدس» توقيعها مجدداً، لتحبط من خلال رشقة صاروخية مكثّفة الإيعاز الإسرائيلي بعودة سكان مستوطنات «غلاف غزة».وفي خانيونس، أعلنت «كتائب القسام» أن مقاوميها العائدين من جبهات القتال، أبلغوا عن تمكّنهم من تفجير دبابتين بقذيفتَي «الياسين 105»، في حي الأمل غرب المدينة. كذلك، أبلغوا عن تفجير دبابة بعبوة «شواظ» في منطقة الحاووز، وتدمير ناقلة جند بقذيفة «الياسين 105» في منطقة الشيخ ناصر، وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح، وهبوط الطيران المروحي لإخلائهم.
يستمرّ غرق جيش العدوّ في حيّ الزيتون، حيث حفل أمس، أيضاً، بالعشرات من العمليات القتالية


وأكد «الإعلام العسكري لكتائب القسام»، تمكّن المقاومين من استهداف قوة راجلة بقذيفة «تي بي جي»، قبل أن يخوضوا اشتباكاً معها، ما تسبّب في إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح. أما «سرايا القدس»، فقد أعلنت تمكّنها من قنص جندي في محاور القتال غرب مدينة خانيونس.
أيضاً، شهد حي الزيتون، يوم أمس، ازدحاماً في المهام القتالية، إذ أعلنت «سرايا القدس» أنها استهدفت تحشّدات جنود العدو شرق الحيّ بوابل من قذائف الهاون النظامية من عيار 60 ملم. ومساء، نفّذت السرايا عملية مشابهة، إذ أعلنت عن قصف تجمّع لجنود العدو بالقرب من معصرة عاشور، بوابل من قذائف الهاون وصواريخ 107. وفي السياق نفسه، أعلنت «كتائب القسام» أنها قصفت، بمشاركة «كتائب المجاهدين»، تجمعاً لجنود العدوّ بوابل من قذائف الهاون، فيما فجّرت «كتائب القسام» دبابة إسرائيلية بقذيفة «الياسين 105».

صواريخ من شمال غزة
وبعد ساعات من إيعاز المتحدث باسم جيش الاحتلال، صباح أمس، بعودة مستوطني «غلاف غزة» إلى بيوتهم، على اعتبار أن العمليات العسكرية في تلك المناطق تمكّنت من تحقيق أهدافها بالقضاء على كل مصادر التهديد، ولا سيما التهديد الصاروخي، قصفت «سرايا القدس» مستوطنات «مفلسيم» و»نير عام» برشقة صاروخية مكثّفة، لتدوّي عقب ذلك صافرات الإنذار على امتداد مساحة واسعة في المناطق المحاذية للقطاع. وعلى رغم أن مدى الصواريخ لم يتجاوز هامش الـ 20 كيلومتراً في عمق المناطق المُستهدفة، فإنّ الرسالة التي تحملها هي أن المقاومة لا تزال تمتلك مخزوناً من الصواريخ، وتستخدمه لتوصيل رسائل سياسية وعسكرية، وللمحافظة على استدامة أجواء الحرب في الجبهة الداخلية للاحتلال.