اعترفت إسرائيل بالتأثير الكبير لهجمات القوات البحرية اليمنية في البحر الأحمر، على حركة السفن التجارية من موانئها وإليها. ونقل موقع «واينت» عن مسؤولين في ميناء حيفا قولهم إن الهجمات المستمرة التي يشنّها اليمنيون على تلك السفن، تقطع شرايين حيوية للاقتصاد العالمي، ما يُجبر شركات النقل البحري على تحويل خط سيرها عن باب المندب، بشكل يضاعف ثلاث مرات مسافة السفر إلى الموانئ الإسرائيلية.وأكد الموقع أن موانئ دولة الاحتلال شهدت اضطرابات مهمة بسبب الهجمات الأخيرة التي شنّتها حركة «أنصار الله» في البحر الأحمر، مستهدفة السفن المتّجهة إلى فلسطين المحتلة، ناقلاً عن ختام سلامة، التي تعمل في قسم التخطيط الإستراتيجي في ميناء حيفا، القول إن هذه الهجمات «لها أثر عميق»، و«إنها تؤثر على عملنا. وأعتقد أنها تؤثر على المنطقة برمتها». وأشارت سلامة إلى الأوقات الطويلة التي تستغرقها السفن للوصول إلى الميناء، مضيفة أنّ «السفينة التي كانت تستغرق أسبوعاً للوصول، الآن تستغرق ثلاثة أسابيع». ولفتت إلى أن الموانئ الإسرائيلية «عملت على التكيّف مع الوضع عبر دمج الطلبات وخفض عدد السفن القادمة، ولكن التأخير مستمر مع ذلك».
وأدى تعطيل الموانئ الأخرى إلى زيادة النشاط التجاري في ميناء حيفا الذي تشغله «مجموعة شنغهاي الدولية للموانئ». وبحسب واصف أنطون، الذي يشغّل رافعة حاويات في الميناء، فإن «العمل هنا ازداد لأن السفن التي كانت تذهب إلى أشدود، الآن تأتي إلينا». ودفع الوضع الأمني شركات التأمين إلى فرض زيادات على رسوم الحاويات، ما أدى إلى رفع كلفة النقل البحري. وهذا بدوره دفع إلى مضاعفة العمل في الميناء، إذ أكدت سلامة الحاجة إلى العمل على مدار الساعة لتلبية الطلب على الشحن البحري. وأشارت «واينت» إلى أنه رغم التحديات، فإن سلطات الضرائب الإسرائيلية توفّر تعويضاً كاملاً عن الأضرار التي تلحق بالسفن بسبب الصراع، مستدركاً بأن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بالإضافة إلى ربط صنعاء وقف هجماتها بإنهاء الحصار على القطاع، يعقّدان الوضع.