غزة | في اليوم الـ143 من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واصلت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة توجيه الضربات القاتلة إلى جيش الاحتلال. وشهد محورا القتال في جنوب وشمال وادي غزة، يوم أمس، تنفيذ المقاومة كمينين دقيقين، تسبّبا بإصابة ومقتل العشرات من الجنود الإسرائيليين، فيما كشفت المقاطع المسجّلة لعمليات المقاومة، مشاهد جديدة تدلّل على حجم الخسائر التي منيت بها وحدات المدرّعات في جيش الاحتلال. وفي المقابل، واصلت الطائرات الحربية تدمير مربّعات سكنية في مدينة خانيونس جنوب القطاع، وشنّت أيضاً العشرات من الغارات على منازل المواطنين في شرق وغرب محافظة رفح، وقصفت عدداً من المنازل في مناطق محافظة شمال غزة، وتحديداً في بيت لاهيا والشيخ رضوان ومنطقة جباليا البلد.وفي شمال وادي غزة، وتحديداً في حي الزيتون، حيث تتواصل العملية البرية في فصلها المتجدّد منذ أكثر من سبعة أيام، نفّذت كلٌّ من «كتائب القسام» و«سرايا القدس» عدداً من المَهمّات القتالية، أهمها كمين مشترك، أطبق فيه مقاومو «القسام» و«السرايا» على قوة إسرائيلية راجلة في محيط «جامعة فلسطين» في وسط القطاع، مؤكدين إيقاع أفراد القوة بين قتيل وجريح. والجدير ذكره، هنا، أن المنطقة التي شهدت تنفيذ هذا الكمين، تحوّلت منذ أشهر إلى موقع عسكري مغلق، أقام حوله جيش العدو حزاماً نارياً سوّى به آلاف المنازل بالأرض، فيما تزامنت عملية المقاومة مع إعلان الجيش تمكّنه من السيطرة على شبكة أنفاق كبرى تربط بين حي الزيتون ومناطق وسط القطاع. ويشير تمكّن المقاومين من الوصول إلى تلك المنطقة الحساسة، إلى أن كل ما يعلنه العدو لناحية السيطرة على البنى التحتية الأرضية للمقاومة، ليس إلا مسارات محدودة، قد تكون أخليت أو خرجت من الخدمة منذ سنوات. وفي المحور نفسه، أعلنت «سرايا القدس» أنها تمكّنت من تفجير دبابتين بقذيفتَي «آر بي جي»، في محيط مفترق دولة في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، كما أعلنت أنها دكّت تجمّعات الجنود وآلياتهم بوابل من قذائف «الهاون» النظامي الثقيل من عيار 60 ملم. بدورها، أعلنت «كتائب القسام» دكّ تجمعات الجنود في جنوب الحي ذاته، بالعشرات من قذائف «الهاون» الثقيلة.
خفّض جيش العدو عدد قواته في القطاع إلى أدنى مستوى منذ بدء العملية البرية


أما في خانيونس، فلم يتراجع الجهد الميداني، إذ أعلنت «القسام» أنها تمكّنت من تنفيذ كمين محكم أوقعت فيه 15 جندياً في شراك عبوات ناسفة، ثم أجهز المقاومون على ما تبقّى من القوة من مسافة صفر، في منطقة عبسان الكبيرة شرقي المحافظة. ومن جهتها، أعلنت «سرايا القدس» أنها تمكّنت من قنص جندي، وأسقطت أيضاً طائرة «كواد كابتر» كانت تقوم بمهمة استخبارية في محور القتال ذاته، كما تمكّنت من قصف موقع «كوسفيم» برشقة صاروخية. أما «كتائب شهداء الأقصى»، الذراع العسكرية لحركة «فتح»، فقد استعرضت مشاهد لما غنمته من متعلقات جنود، كانت قد أجهزت عليهم في سلسلة عمليات سابقة.
وسط ذلك كله، تشير مصادر ميدانية، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن جيش العدو خفّض عدد قواته في القطاع إلى أدنى مستوى منذ بدء العملية البرية؛ إذ لا يتجاوز عدد الآليات العسكرية التي لا تزال في داخل حدود غزة، هامش الـ250 آلية، 111 منها - أكثرها معطّل ومدمّر جزئياً - موجودة في خط وسط القطاع، وتحديداً في الخط العرضي الفاصل بين حجر الديك وشارع الرشيد غربي المدينة. ويشارك عدد من تلك الآليات في العملية البرية في حي الزيتون، فيما يتولّى جزء آخر مَهمّة التأمين والتغطية النارية، بينما تعسكر نحو 132 آلية في محور القتال في مدينة خانيونس جنوب القطاع، علماً أن عدد الدبابات والآليات العسكرية التي كانت قد شاركت في بداية الهجوم البري، تجاوز الـ1500 آلية، تنوّعت ما بين دبابات «ميركافا» وناقلات جند «النمر» وجيبات عسكرية.