ثمة تباين واضح بين الرؤيتين الأميركية والإسرائيلية للمفاوضات
في هذا الوقت، يظهر أن ثمة تبايناً واضحاً بين الرؤيتين الأميركية والإسرائيلية للمفاوضات، حيث يبدي الأميركيون تفاؤلاً مقصوداً لدفع الأطراف إلى التقدّم، بينما يكبح الإسرائيليون تفاؤل الساعات الأولى بعد اجتماع باريس، ويحذّرون من أن الصفقة لا تبدو وشيكة. وفي هذا الإطار، نقلت «هيئة البث الإسرائيلية»، مساء أمس، عن مسؤولين إسرائيليين أن «التفاؤل حذر للغاية؛ إذ إن التقدم بطيء والفجوات كبيرة»، وأن «قطر أطلعت إسرائيل على رد حماس على بعض القضايا». وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، أعرب عن أمله في أن يبدأ وقف إطلاق النار في غزة بحلول الأسبوع المقبل، معلناً أنّ «إسرائيل وافقت على عدم القيام بأنشطة عسكرية خلال شهر رمضان». كما أعرب مسؤولون أميركيون، لشبكة «NBC News»، عن أملهم في أن يؤدي وقف إطلاق النار المؤقت إلى تأخير الهجوم على مدينة رفح، معتبرين أن هذا من شأنه أن يمنحهم «الأمل في إمكانية خلق الوقت للتفاوض على وقف إطلاق نار أطول أمداً». أما المسؤولون في الكيان، فنقلت عنهم صحيفة «يديعوت أحرونوت» قولهم إنهم «لا يفهمون سبب تفاؤل بايدن بقرب التوصّل إلى صفقة»، في حين نقل موقع «أكسيوس» الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين مطّلعين قولهم إن الوسطاء القطريين أبلغوا إسرائيل بأنّ كبار مسؤولي «حماس»، «يشعرون بخيبة أمل» من الإطار المحدّث للصفقة، وأكدوا أنه «لا تزال هناك فجوة كبيرة بين الاقتراح ومطالبهم». وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، لـ«أكسيوس»، إنه «ليس هناك مجال لكثير من التفاؤل»، لافتاً إلى أنّه «من الصعب التوصّل إلى اتفاق قبل رمضان».
في المقابل، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية، أمس، إن قطر «متفائلة بشأن محادثات وقف إطلاق النار، وتأمل في وقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان»، ولكنه أكّد «عدم وجود أي اتفاق إلى غاية الآن، ولا جديد للإعلان عنه». ومن جهتها، أشارت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، في مؤتمر صحافي أمس، إلى أن «حماس طرحت شروطاً غير واقعية». ولفتت إلى أن «شاحنات كثيرة لا تزال تنتظر من جهة غزة»، وأن «مهمة الحكومة الإسرائيلية التحقّق فقط من محتواها». لكنّ النقطة اللافتة في كلامها هي أنه «بإمكان الحكومة تفتيش عدد أكبر من شاحنات المساعدات الإنسانية قبل دخولها غزة»، في ما يبدو محاولة لتظهير قدرة إسرائيل على الاعتناء بالشأن الإنساني في قطاع غزة، عبر تنظيم إدخال المساعدات من المعابر التي تسيطر هي عليها، ما يعني الاستغناء عن معبر رفح على الحدود مع مصر، وكذلك عن منظمة «الأونروا» والمنظمات الأممية الأخرى التي تريد دولة الاحتلال إبعادها تماماً عن المشهد. ولربما تندرج هذه التصريحات في سياق التمهيد للحظة التي سيسيطر فيها الجيش الإسرائيلي على معبر رفح، حيث سيقدّم عندها نموذجه لإدارة إدخال المساعدات إلى القطاع، عبر المعابر مع الأراضي المحتلة.